لخّصلي

تقل اﻵن إلى التعرف على التاريخ المشترك لﻸمة العربية كعامل قبل انتشار اﻹسﻼم وقيام الحكومة المركزية كانت بلدان هذه ويستدل على ذلك بوجود بعض وأسرة أنطيوخوس في سوريا زهاء ثﻼثة قرون إلى أن جاء الرومان وخلفاؤهم في ثﻼثينات القرن اﻷول الميﻼدي وظلوا بها حتى دخول العرب المسلمين . وبانتشار اﻻسﻼم يبدأ التاريخ المشترك لﻸمة العربية منذ منتصف القرن السابع حين خضعت المنطقة العربية إلى حكومات مركزية العباسية في منتصف القرن الثالث عشر (۱۲۵۸) وقعت بلدان المنطقة تحت حكم أسر بعينها مثل: بني بويه، ولقد استمرت حالة التفكك السياسي للمنطقة منذ منتصف القرن الثالث عشر قائمة إلي أن سيطر العثمانيون على معظم أجزائها حكومة مركزية مرة اخرى زهاء أربعة قرون على وجه اﻻجمال، العثمانية كانت آخر الحكومات المركزية التي خضعت لها البﻼد العربية ووقعت في عهدها بعض وﻻياتها العربية في قبضة اﻻستعمار اﻷوربي منذ مطلع القرن التاسع عشر وانتهى اﻷمر يتعين أن نستعرض طبيعة هذا الحكم باعتباره المسئول مسئولية مباشرة عن جذور اﻻقليمية العربية المعاصرة . في أغسطس ١٥١٦ دخلت القوات العثمانية بقيادة السلطان سليم من خمسة أشهر تم اﻻستيﻼء على مصر بعد هزيمة طومان باى الذى خلف الغورى عند الريدانية ) بين المطرية و الجبل اﻷحمر - ضواحي وأصبحت كل من مصر وبﻼد الشام ( سوريا الكبرى ) وﻻيتين عثمانيتين بعد أن كانت مصر سلطنة مملوكية وبعد هذا التاريخ تتابع سقوط بﻼد عربية أخرى في قبضة العثمانيين . كان أولها الحجاز التي قام أميرها الشريف بركات بتسليم مفاتيح الحرمين الشريفين للسلطان سليم اعترافﺎ ً بالسيادة العثمانية . واحتفظ أشراف مكة بإمارة الحجاز فيما عدا جدة التي أقام فيها العثمانيون سنجقية يتوﻻها حاكم عثماني من استانبول . السيادة العثمانية على اليمن حيث أعلن أميرها اسكندر بك المملوكي خضوعه للسيادة العثمانية بعد أن تأكد من سقوط وان ظل النفوذ العثماني في اليمن ضعيفﺎ ً وغير شامل ثم اقتصر على السواحل وبقيت المناطق الداخلية ومن اليمن امتد النفوذ العثماني إلى العراق في ١٥٣٤ باﻻستيﻼء على بغداد بقيادة السلطان سليمان وقبول حاكم البصرة بالسيادة العثمانية، السيادة العثمانية على العراق مثار نزاع مع الصفويين في إيران، يستقر اﻷمر نهائيﺎ ً للعثمانيين في العراق إﻻ في منتصف القرن بعد طرد العرب من اﻷندلس (١٤٩٢) امتد النفوذ العثماني إلى بﻼد المغرب . وكان نفر من رعايا الدولة العثمانية من البحارة اليونانيين يمتلكون مراكب لحسابهم تعمل في البحر المتوسط تحت الراية العثمانية. وتحت الراية اﻹسﻼمية دخل هؤﻻء في الصراع الدائر بين اﻷسبان وبين وهكذا أصبحت بﻼد العرب وﻻيات عثمانية تحكم مباشرة من الجزيرة العربية وساحل عمان جنوب إمارة قطر . جدة التي أقام فيها العثمانيون سنجقية يتوﻻها حاكم أما الحكم العثماني في البﻼد العربية فقد استمد خصائصه من الطبيعة وعلى هذا اكتفى العثمانيون

تقل اﻵن إلى التعرف على التاريخ المشترك لﻸمة العربية كعامل
وحدة وتفكك في الوقت نفسه ...
قبل انتشار اﻹسﻼم وقيام الحكومة المركزية كانت بلدان هذه
المنطقة تعيش في إطار خصوصية حضارية منعزلة مع وجود بعض
اﻻتصاﻻت التجارية فيما بينها . ويستدل على ذلك بوجود بعض
العبادات المشتركة وخاصة في مناطق الحدود حيث تختلط العناصر
لبعض الوقت وذلك حين انداح الفرس الى العراق ثم إلى مصر مرورا ً والثقافات . ثم خضعت اجزاء من هذه المنطقة لغزو قوى خارجية
بسوريا ، وحين وصل إليها اليونان أيام اﻻسكندر اﻷكبر واستقر خلفاؤه
البطالمة فى مصر ، وأسرة أنطيوخوس في سوريا زهاء ثﻼثة قرون
إلى أن جاء الرومان وخلفاؤهم في ثﻼثينات القرن اﻷول الميﻼدي
وظلوا بها حتى دخول العرب المسلمين .
الوحدة والتفﻜ ّ ك
في التاريخ المشترك
وبانتشار اﻻسﻼم يبدأ التاريخ المشترك لﻸمة العربية منذ منتصف
القرن السابع حين خضعت المنطقة العربية إلى حكومات مركزية
بدأت من المدينة المنورة ( الخلفاء الراشدون ) ، ثم من دمشق (
الخﻼفة اﻷموية )، ثم من بغداد ( الخﻼفة العباسية ) . وبانهيار الخﻼفة
العباسية في منتصف القرن الثالث عشر (۱۲۵۸) وقعت بلدان
المنطقة تحت حكم أسر بعينها مثل: بني بويه، والحمدانيون،
واﻷخشيديون، والطولونيون والفاطميون واﻷيوبيون والمماليك ...
الخ ، وهى مرحلة عرفت في تاريخ المنطقة بعصر الدويﻼت تعبيرا ً عن
تفكك الحكومة المركزية .
الوحدة والتفﻜ ّ ك
في التاريخ المشترك
ولقد استمرت حالة التفكك السياسي للمنطقة منذ منتصف القرن
الثالث عشر قائمة إلي أن سيطر العثمانيون على معظم أجزائها
بشكل مباشر ، وبشكل غير مباشر في أجزاء أخري قليلة ، وذلك ابتداء
من مطلع القرن السادس عشر ( ١٥١٦ - ١٥١٧ ) فخضعت المنطقة إلى
حكومة مركزية مرة اخرى زهاء أربعة قرون على وجه اﻻجمال، وكانت
في هذه المرة من استانبول عاصمة اﻷتراك . ونظرا ً ﻷن السلطنة
العثمانية كانت آخر الحكومات المركزية التي خضعت لها البﻼد
العربية ووقعت في عهدها بعض وﻻياتها العربية في قبضة
اﻻستعمار اﻷوربي منذ مطلع القرن التاسع عشر وانتهى اﻷمر
بسقوط السلطنة نفسها وانتهاء نظام الخﻼفة معها وتفكيك
المشرق ووقوع بلدانه ( العراق وسوريا ) في قبضة انجلترا وفرنسا ،
يتعين أن نستعرض طبيعة هذا الحكم باعتباره المسئول مسئولية
مباشرة عن جذور اﻻقليمية العربية المعاصرة .
العرب تحت الحكم العثماني
في أغسطس ١٥١٦ دخلت القوات العثمانية بقيادة السلطان سليم
اﻷول بﻼد الشام بعد هزيمة السلطان المملوكى قانصوه الغورى (
سلطان مصر والشام ) في موقعة مرج دابق ( شمال حلب ) . وفى أقل
من خمسة أشهر تم اﻻستيﻼء على مصر بعد هزيمة طومان باى الذى
خلف الغورى عند الريدانية ) بين المطرية و الجبل اﻷحمر - ضواحي
القاهرة ) في يناير ١٥١٧ . وأصبحت كل من مصر وبﻼد الشام ( سوريا
الكبرى ) وﻻيتين عثمانيتين بعد أن كانت مصر سلطنة مملوكية
مستقلة يمتد نفوذها حتى بﻼد الشام .
العرب تحت الحكم العثماني
وبعد هذا التاريخ تتابع سقوط بﻼد عربية أخرى في قبضة العثمانيين .
كان أولها الحجاز التي قام أميرها الشريف بركات بتسليم مفاتيح
الحرمين الشريفين للسلطان سليم اعترافﺎ ً بالسيادة العثمانية .
واحتفظ أشراف مكة بإمارة الحجاز فيما عدا جدة التي أقام فيها
العثمانيون سنجقية يتوﻻها حاكم عثماني من استانبول . ثم امتدت
السيادة العثمانية على اليمن حيث أعلن أميرها اسكندر بك
المملوكي خضوعه للسيادة العثمانية بعد أن تأكد من سقوط
القاهرة، وان ظل النفوذ العثماني في اليمن ضعيفﺎ ً وغير شامل
حتى عام ١٥٣٨ ، ثم اقتصر على السواحل وبقيت المناطق الداخلية
الجبلية في يد اﻹمامة الزيدية. ومن اليمن امتد النفوذ العثماني
إلى العراق في ١٥٣٤ باﻻستيﻼء على بغداد بقيادة السلطان سليمان
القانوني ، وقبول حاكم البصرة بالسيادة العثمانية، وأن ظلت
السيادة العثمانية على العراق مثار نزاع مع الصفويين في إيران، ولم
يستقر اﻷمر نهائيﺎ ً للعثمانيين في العراق إﻻ في منتصف القرن
الثامن عشر (١٧٤٧) بعد زوال حكم الصفويين (۱۷۲۲) ، واعتﻼء أسرة
قاجار الحكم في إيران حيث تمت تسوية الحدود بين الطرفين ...
العرب تحت الحكم العثماني

• اﻷسباني للسيطرة على شاطئ الشمال
  وفي إطار الصراع البرتغالي
  اﻷفريقي ( المغرب العربي ) ، بعد طرد العرب من اﻷندلس (١٤٩٢)
  ومتابعتهم ومﻼحقتهم ، امتد النفوذ العثماني إلى بﻼد المغرب .
  وكان نفر من رعايا الدولة العثمانية من البحارة اليونانيين يمتلكون
  مراكب لحسابهم تعمل في البحر المتوسط تحت الراية العثمانية.
  وتحت الراية اﻹسﻼمية دخل هؤﻻء في الصراع الدائر بين اﻷسبان وبين
  أمراء تونس والجزائر الذين رحبوا بمشاركة رجال البحر أولئك ،
  وأشهرهم اﻷخوان خير الدين باربروسا وعروج . وقد انتهى الصراع
  بتبعية الجزائر للعثمانيين (۱۵۲۹)، وتونس (١٥٣٤) ، ثم طرابلس الغرب
  (١٥٥١) .
  العرب تحت الحكم العثماني
  وهكذا أصبحت بﻼد العرب وﻻيات عثمانية تحكم مباشرة من
  استانبول في بعض المناطق، وبطريق غير مباشر في المناطق
  الجبلية والداخلية عن طريق اعتراف اﻷسر الحاكمة بالسيادة
  العثمانية ، ولم يبق بعيدا ً عن الحكم المباشر وغير المباشر إﻻ قلب
  الجزيرة العربية وساحل عمان جنوب إمارة قطر . إمارة الحجاز فيما عدا
  جدة التي أقام فيها العثمانيون سنجقية يتوﻻها حاكم أما الحكم
  العثماني في البﻼد العربية فقد استمد خصائصه من الطبيعة
  القبلية للعثمانيين في اﻷصل ، إذ فرضت هذه الطبيعة الميل لتقبل
  أوضاع البﻼد التي يدخلونها، والمحافظة عليها ، وعدم السعى إلى
  تغييرها، وعدم التدخل في حياة الناس اجتماعيﺎ ً ، ذلك أن البدو ليسوا
  أهل حضارة مستقرة تبدع ما شاءت لها الظروف ، ولكنهم شعوب غير
  مستقرة تنتقل وراء مادر الحياة . وعلى هذا اكتفى العثمانيون
  بمظاهر السيادة التي تمثلت في الدعاء للسلطان في المساجد ،
  وتحصيل الضريبة المفروضة ( الخراج )