ويقيم الأمور حسب نتائجها قبل أن يُقْدِمَ عليها، فإذا بدا له سلامة نتائجها أقدم عليها، فهذا بلا شك سوف ينجح في اختيار الفضائل وإن استثقلتها نفسه، والابتعاد عن الرذائل وإن استخفتها نفسه، وقليل التفكير فإنه قد يسلك بعض الإتجاهات التي تتوارى خلفها نتائج وخيمة، فيندم على ما اقترفه ، من تصرفات قولية أو فعلية وساعتها لا ينفع الندم، وقد قالابن مسعود رضي الله عنه : (هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر) فالذين لا يستخدمون حواسهم التي أنعم الله تعالى بها عليهم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ وَآذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَيْكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أَوْلَيْكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) . والرذائل مستقبحة ومستخفة، ويستهون قتل النفس المؤمنة لإطفاء غليان غضبه فأؤلئك وأمثالهم قد قد ضعف تفكيرهم ووهنت عزيمتهم، ويعتبره البعض تقدماً حضارياً، فلو أمعنوا النظر في ذلك بعين النقد والتحليل والتفكير في ضوء المنهج الإسلامي لعاد إليهم الفكر والبصر خاسئاً وهو حسير على ما فرطوا في دنياهم بإشباع شهواتهم بما ينافي الدين والعقل الرشيد،