أما اللهجات المعاصرة المحكية فمصدرها الرئيس هو مقابلة المتحدثين بها والسماع المباشر منهم، لكن الباحث يتحرى مقابلة أفراد متقنين للهجة، لم تتأثر لهجتهم كثيرًا بلهجات أخرى أو بثقافة معاصرة، فهؤلاء غالبًا ما يتقنون لهجتهم أكثر ممن هم أصغر منهم من جيل أبنائهم وأحفادهم، كما أن الثقافة المعاصرة لم ينل قسطًا يؤثّر على إتقانه للهجة، ولإتقان العمل البحثي في دراسة اللهجة المحكيّة يعمد الباحث إلى تسجيل اللقاءات والحوارات التي يجريها مع رواة اللهجة، ثُمّ يقوم بتفريغ المادة الصوتية المسجلة من ألسنة الرواة وفرزها بناء على مستوياتها اللغوية ثُم تحليلها في مباحث دراسته وفق المنهج الذي يسير عليه. أما الأصغر منهم كجيل الأحفاد فطبيعة العصر تقتضي ابتعادهم كثيرًا عن بيئتهم اللهجية لظروف