يُعدّ العلم عنصرا أساسيّا في الإصلاح حيث يسهم في تنوير العقل والفكر اللذين هما أساس العمل الإصلاحيّ سواء في ذلك في مرحلة النظر والتنظير أو مرحلة التطبيق والتجريب. يشدّد الإمام محمّد الخضر حسين على أهمّيّة الأمانة في العلم محورا رئيسيّا يرفع من شأن الأعمال ويعزّز من متانة العزم. كما يُعدّ الالتزام بالأمانة العلميّة ضروريّا للحفاظ على جودة البحث العلميّ وصدقيّته. يمكن القول إنّ العلم في كتاب محمّد الخضر حسين، يمثّل البوصلة التي توجّه المجتمع نحو مستقبل مستنير ومبنيّ على أسس معرفيّة راسخة، ويساهم العلم في تطوير خطاب جديد للتعليم والإبداع ويعزّز من قدرة المجتمع المدنيّ على التطوّر والتقدّم. في اعتقادنا هي كلّ علم ينفع الناس ويحقّق مصالح الفرديّة والجماعيّة بما يؤول عليهم بالخير والسعادة المحقّقين للتعايش السلميّ. ولكنّ المتوفّر في مدوّنة البحث جاء تحت عناوين من نوع: المحكم والمتشابه في القرآن الكريم " فلكلّ من المحكم والمتشابه معنى في أصل اللّغة، " في العصور الأخيرة، جاء في التعريف بمشروع الخضر الإصلاحيّ وبيان منطلقاته ما يلي: "كلّ منطلقات الشيخ هي منطلقات إصلاحيّة، على العلوم الشرعيّة، إذ يعود التطوّر التاريخيّ لعلوم الشريعة إلى العصر الإسلاميّ المبكّر، طوّر هؤلاء العلماء مجموعة من التخصّصات، وعلوم الحديث، وقد تمّ تطوير هذه التخصّصات من خلال عمليّة صارمة من التفسير والنقاش، والتي تضمّنت تحليل المصادر النصّيّة وتطبيق المنطق. ولقد صرف محمّد الخضر حسين اهتمامه، وهو يبحث في السبل المؤدّية إلى الإصلاح من وجهة نظر معرفيّة، وخاض في التفسير والعناية بالحديث والفتاوى والأحكام والقوانين الإلهيّة، واتّخذ من الاجتهاد منهجا ووسيلة لاستنباط الأحكام والسنن والخوض في القضايا الحديثة والمستجدّة. وتطرّق إلى رجالات الإسلام وترجم لهم باعتبارهم نماذج جامعة بين الفكر العارف والفعل الباني للحضارة. فهم من هذه الجهة يمثّلون القدوة التي ينبغي الاحتذاء بها. وكان القرآن الكريم والسنّة النبويّة خير مصدرين من مصادر الشريعة، وفي هذا السبيل كانت رحلة حياته المباركة". يركّز الإمام على أهمّيّة الإخلاص في العمل والأمانة في العلم "فمدار الإخلاص أن يكون الباعث على العمل أوّلا امتثال أمر الله" . ويشدّد على أنّ الإخلاص يجب أن يكون الدافع الأساسيّ للعمل، وذلك امتثالا لأمر الله، أمّا الأمانة في العلم، لذيذ المطعم. " تضمّن نقل المعرفة بصورة صحيحة وتحفظ العلم من التحريف والتشويه. "فقيّض الله للسنّة النبويّة رجالا أشربوا في قلوبهم التقوى. فلا يروُون إلّا ما وثقوا من صحّته" ينتقد الإمام أولئك الذين يتحدّثون في العلم بغير أمانة، مشيرا إلى أنّهم يضعون عثرات في طريق تقدّم الأمّة. لذلك تراه يشدّد على أهمّيّة النيّة الصافية والتزام الصدق والدقّة في نقل العلماء للعلوم. مثلا. ولمّا كانت العلوم التجريبيّة فرعا من فروع العلم عامّة، يتناول الظواهر الطبيعيّة من خلال التجارب والملاحظة، * علم الطبّ: كان الخضر حسين رغم باعه الكبير في علوم اللّغة والشريعة يتعاطى مع ما بلغه العلم إذّاك من المعارف الطبيّة المستجدّة، وله تعليقات على ألفيّة ابن سينا ، ثانيا. كما هو معلوم محكومة بالمناخ والمناخ موصول بالأفلاك، وهكذا دواليك. رأى الإمام الخضر حسين أهمّيّة الطبّ في الإسلام، فلئن دعا الإسلام إلى التّوكّل على الله والاعتماد عليه فإنّه دعا، واعتبر حسين الطبّ من أشرف الصناعات وأهمّها، فالإسلام يشجّع على حفظ الصحّة والوقاية من الأمراض. كما يعتبر الطبّ جزءا من الأسباب التي أذن الإسلام في تعاطيها، وهو من أهمّ الوسائل لكثرة النّسل وقوّة الأجسام. وذلك جميعه يصبّ في مشروع الإصلاح. فما ينفع إصلاح مع إنسان هالك عقلا وجسدا. أو صاروا من كبار أدبائها، في كتب طبقات الأطبّاء، منها: كتاب القانون، * علم التاريخ: آمن الإمام بأهمّيّة دراسة التاريخ الإسلاميّ بطريقة تجعله حيّا وذا صلة بالواقع، يُعتبر تأكيده ضرورة أن تكون الدراسة “حيّة واسعة” دعوة للنظر إلى التاريخ الإسلاميّ من منظور يربط بين الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي شكّلت الحضارة الإسلاميّة. والاعتداد بأسلافه، والطموح إلى ترسّم آثار السلف الصالح في التوثّب والنهوض، * علم الجغرافيا: لقد أسهم الخضر في العديد من المجالات العلميّة والدينيّة. ونظرا لأهّميّة العلم والمعرفة في الإسلام، فموقفه من تعلّم الجغرافيا كان يتماشى مع هذا النهج الشامل للعلم الذي يعود بالنّفع على الأمّة والمجتمع. والجدير بالذكر أنّ علم الجغرافيا تمّ إلغاؤه من قائمة الموادّ التعليميّة بمجرّد قدوم المحتلّ الفرنسيّ الذي لم يستبق سوى تدريس جغرافيا فرنسا وتاريخها. كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنّ فؤادي مركز لهم وهم *** محيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط وأهوائي إليه خطوط" . ففي هذا العلم بالمسالك والممالك إفادات غير منظورة وربّما غير مدركة عقلا. فهو، بحسب الخضر، ولكان، كذلك بالإمكان إدراجه ضمن مبحث العلوم التجريبيّة لأنّ فيع من التجريب الشيء الكثير. ألا ترى الخطيب وهو يعتلي المنابر يجرّب طرائق شتّى في التعبير اللفظيّ والإشاريّ ليكون تأثيره في المتلقّي أكبر وإقناعه له بآرائه أوقع. لم ينفكّ يشجّع على تعلّم الخطابة وتطوير مهاراتها لتحقيق التأثير والتواصل الجيّد في المجتمع. وقد يدرس علوم الأدب - بما فيها من علوم البلاغة- من لا يستطيع أن يكتب خطابا يُسيغه الذوق الصحيح. كذلك الرجل قد يدرس قوانين الخطابة، ويضيف إليها التضلّع من علوم اللغة وآدابها، ثمّ لا يكون له بعد هذا في الخطابة العمليّة جزء مقسوم" . إذ لا يكون الخطيب خطيبا فذّا وهو يجهل منافذ الحكمة ولا يقف على أبوابها يسائها. ويُظهر تقديرا لموقفهم من العلم، حيث يُشير إلى أنّهم لم يضطهدوا العلماء بسبب معارفهم، ولم ينهضوا بما عند الأمم الأخرى من علوم حكميّة وفلسفيّة؛ للعذر الذي أومأنا إليه، ولكنّهم لم يضطهدوا عالما لعلمه، ولم يقطعوا سبيل علم دون مبتغيه" . المبحث الثاني: التعليم: نتناول المسألة التعليميّة من خلال النظر في تجربة الخضر التعليميّة باعتبارها عيّنة دالّة على طبيعة المشغل التعليميّ يومها، ثمّ نعرض للفضاءات التعليميّة مثل المدرسة الصادقيّة وجامع الزيتونة وجامع الأزهر، ثمّ برامج التعليم ومقرّراته. أ- الخضر عيّنة ممثّلة للمشغل التعليميّ: وذلك من جهتين: جهة المتعلّم وجهة المعلّم. يندرج ذلك ضمن اعتباره أحد ملامح الإصلاح في المستوى المعرفيّ. لقد كان الخضر حسين عالما بارزا في التعليم الزيتونيّ والأزهريّ. إذ مثّل عيّنة حيّة لما كان عليه الشأن التعليميّ عصرئذ في تونس والبلدان المماثلة لها في مستوى التعليم والتعلّم، أي في حالة كونه طالب علم متعلّم، حيث أظهر تفوّقا في العلوم العربيّة والشرعيّة. بعد تخرّجه، أسّس مجلّة السعادة العظمى، أمّا انتقاله إلى جامع الأزهر في القاهرة فكان علامة فارقة على التعاطي المعرفيّ والتبادل العلميّ بين مؤسّسات التعليم الإسلاميّ يومها زيتونة تونس وأزهر مصر . شارك الخضر في تأسيس جمعيّة الشبّان المسلمين. ردّا على طه حسين ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق. ب- الفضاءات التعليميّة: وهي متعدّدة منها المدرسة الصادقيّة ومنها جامع الزيتونة، ومنها جامع الأزهر - امتزاج الأزهر بالزيتونة تعرض الخضر حسين في مسيرته المهنية التدريسية بالجامع الكبير ببنزرت إلى العديد من المضايقات من قبل السلط الفرنسيّة خاصة أثناء إلقائه لمحاضرة بعنوان "الحرية في الإسلام "بتونس العاصمة بنادي قدماء الصادقيّة مما اضطره إلى الاستقالة من القضاء والعودة إلى التدريس متطوعا بجامع الزيتونة وفي سنة 1907 م نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية بالجامع ثم عين بعدها بالمدرسة الصادقيّة. "وهي من الأعمال الأولى الدالة على شجاعته ووطنيّته وحبه لبلاده". استقر الشيخ الأزهريّ بمصر سنة 1920 أين تحصل على شهادة العالميّة من الأزهر والجنسيّة المصريّة ليمكث في مصر حتى وفاته. اختير للتدريس في قسم التخصص بالأزهر، وهو ما يدل على مدى علمه وتقديره، "بعد الاطلاع على المرسوم بقانون رقم 62 لسنة 1932 بإعادة تنظيم الجامع الأزهر والقوانين المعدّلة له، وبناء على ما عرضه رئيس مجلس الوزراء وموافقة رأي هذا المجلس" . ج- برامج التعليم ومقرّراته: أكّد الخضر ضرورة أن يكون الدين مادّة أساسيّة. وذلك شأنه شأن بعض اللّغات الأجنبيّة- على الأقل، وأن يكون هذا التعليم عاما يشمل كل دور من أدوار التعليم. وحسن الزيّ، من الاعتزاز بدينه، والإجلال لأبطال أمته، والطموح إلى ترسم آثار السلف الصالح في التوثب والنهوض، والتشبّه بهم في كافة مناحي الحياة الحقة. وطالب بمناقشة الطلاّب حتى يتضح مقدار فهمهم جليّ، ولتكون هذه المناقشة من دواعي مواظبتهم على الدروس، وإقبالهم على ما يقرّر الأستاذ؛ ولقب العلماء هنا يؤخذ بمعناه الواسع أي كلّ من حمل علما بما في ذلك حملة علم الأدب. إذ يُعدّ الأدب والعلم من الأدوات الأساسيّة التي ينبغي اعتماده لكلّ من فكّر في خوض مرمّة الإصلاح، حيث يمكن للأدب أن يلهم ويحفز، وللعلم أن يوجّه ويصحّح. يتناول الإمام محمّد الخضر حسين في كتابه رسائل الإصلاح، دور الأدباء والعلماء في عمليّة الإصلاح الثقافيّ والاجتماعيّ. إذ يعتبر الأدباء والعلماء جزءا لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعيّ، يشير الإمام إلى أنّ الأدباء يجب أن يستخدموا قلمهم للدفاع عن القيم الأخلاقيّة ونشر المعرفة، ولكنّ لقب العالم لا يعطى لمن هبّ ودبّ. فللعلماء شروط ينبغي أن تتحقّق فيهم حتّى يعوّل عليهم في مشروع الإصلاح. أ- خصائص العلماء: يتميّز العالم المصلح بمجموعة من الخصائص الواعية التي تمكّنه من فهم الواقع والتأثير فيه بشكل إيجابيّ. ومن هذه الخصائص: ثانيا الوعي بالواقع إذ ينبغي أن يكون العالم المصلح واعيا بالواقع الذي يعيش فيه الناس، والتاريخ يملأ آذاننا بأسماء رجال أحرزوا بعلمهم الزاخر مكانة تكفيهم لأن يعيشوا بين الناس في هناءة وإجلال" ثالثا القدرة على التجديد فيجب أن يتمتّع العالم المصلح بالقدرة على تجديد الفكر الإسلاميّ وتقديم حلول مبتكرة تتوافق مع الشريعة وتلبّي احتياجات العصر. وقد لخصها الخضر حسين في ثلاثة تيارات أولها "التيار الذي يهدف إلى تجديد الفكر الديني ، باعتبار أن نشر التعليم والتربية هو خطوة أساسية أولى في نشر الوعي والتقدم، وما يرجع إلى الأخلاق الكاملة، والحلم والزهد والعزم، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتضرّع إلى الله في كلّ حال" . * الإخلاص والأمانة : يجب أن يتحلى العالم المصلح بالإخلاص في نيته والأمانة في نقل العلم، والإخلاص هو الذي يجعل في عزم الرجل متانة، ويربط على قلبه ، فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية، ولولا الإخلاص يضعه الله في نفوس زاكيات؛ لحرم الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات" . هذه الخصائص تجعل من العالم المصلح شخصية مؤثرة وقادرة على قيادة مشروع الإصلاح والتنمية في المجتمع. تلعب المنظمات والجبهات المختلفة دورًا حيويًّا في دعم وتعزيز هذه الإصلاحات. حيث تعمل هذه الجبهة كمنصّة للتوعية بأهمّيّة التعليم النوعيّ وتحفيز المجتمع على المشاركة الفعّالة في العمليّة التربويّة. والضغط على صناع القرار، تسعى جبهة الدفاع إلى إحداث تغيير إيجابيّ يسهم في تطوير مناهج التعليم وتحسين بيئة التعلم، مما ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم وكفاءة الخريجين. إذ" تسعى الجبهة لتحقيق أغراضها بجميع الوسائل المشروعة كإنشاء صحف وفتح أندية. والمقالات " * التشاور: اتّبع الخضر طريقًا معتدلًا، وعمل على تطوير المناهج التعليميّة وإرساء دعائم التربيّة بين الطلّاب. كان يهدف إلى إخراج أجيال قادرة على حمل لواء الإسلام ورفع قدر الأمّة الإسلاميّة. على الرغم من أنه لم يكن صاحب نظريات تربويّة محددة، تناول الامام موضوعات التعليم والتربية في كتبه، والتي تناولت موضوعات تربويّة واجتماعيّة. وكان يحرر أغلب مقالاتها، وينشر فيها مختلف المواضيع المتعلّقة بالشريعة والأخلاق، واللّغة والآداب، إلى غير ذلك من المواضيع الهادفة إلى إصلاح المجتمع، يُعتبر دور التكريم في الإصلاح عند الشيخ محّمد الخضر حسين جوهريًا ومحوريًا. وأن تكريمهم يُعزز من مكانتهم ويُسهم في رفع شأن العلم وأهله. ومن خلال تكريم العلماء، فإن العلماء المكرمين يُصبحون قدوة للآخرين، يُساهم تكريم العلماء في خلق بيئة محفزة على الإبداع والتطور، لذا، يُمكن القول إن دور التكريم في فكر الشيخ محمّد الخضر حسين لا يقتصر على مجرد الاعتراف بالجهود، فما يُكرم النبات لنموه وازدهاره، وإنما تُكرم الأيدي التي تعهدته وحاطته" . كان الشيخ محمّد الخضر حسين، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا للتواصل والتفاعل بين العلماء. يُعد التراسل والتدارس بين العلماء أساسًا لتطوير المعرفة ونشر الوعي، وهو ما يُمكن أن يُسهم في إصلاح المجتمع وتقدمه. كان يرى أن العلماء يجب أن يتشاركوا في معارفهم وأفكارهم من خلال النقاشات العلميّة والمؤتمرات والمراسلات، وقد كان له دور فعّال في تشجيع الحوار بين العلماء من مختلف الأقطار، مؤمنًا بأن هذا التبادل المعرفيّ لا يقتصر على تنمية الفكر الفرديّ فحسب، بل يُساهم أيضًا في تعزيز الوحدة الفكريّة والثقافيّة بين المسلمين. وتبادل الخبرات والمعلومات، مع الحرص على احترام الآراء المختلفة والتعامل معها بروح من البحث عن الحقيقة والتوصّل إلى الأفضل. "وأمنيتنا في تحرير هذا المقال أن يستمر العلماء على الألفة والتوادد؛ حتى يمكنهم القيام بأمر الدعوة إلى الدين الحق على كمل وجه، ويحافظون على أدب البحث مادام المخالف طالباً للحق بقلب سليم، قد ساهم العلماء في تعزيز العلاقات كالعلاقات الثقافيّة والعلمّية بين المغرب والمشرق العربي. " فالمغرب والمشرق كانا عبر التاريخ متلاحمين متواصلين" طالما كان العلماء مصابيح الأمّة، ينيرون دروب العقول والقلوب بنور العلم والمعرفة. بل تعدتها إلى الإصلاح الاجتماعيّ والثقافيّ. إنّ أنشطة العلماء في الإصلاح تمثلت في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، والعمل على إحياء السنن ومحاربة البدع. إذ كانوا يسافرون عبر البلدان، يتبادلون الخبرات، مما أدى إلى تكوين شبكة واسعة من العلاقات العلميّة التي ساهمت في توحيد الأمّة وتقوية أواصرها. "فيرحل العالم أو الاديب من وطنه وهو يحمل علماً غزيراً، أو يتحلى بأدب سني، وينزل بين جماعات من بلاد مختلفة، هذا إلى ما يصفه لهم من محاسن قومه، من خلال تقديم الحلول العمليّة والنظريّات الإصلاحيّة التي تستند إلى الكتاب والسنّة. وقد كانت رحلاتهم في طلب العلم ونشره تجسيدًا للترابط الحضاريّ بين مختلف أقطار العالم الإسلاميّ،