إذاً التناسب تعبير عن الرابطة أو الصلة التي تتسم بالتوافق أو التوازن بين حالة معينة وأخرى مناظرة لها نتيجتها توازن مقبول أو معقول بينهما . يمكن القول إن العنصر الثابت يشتمل على العلاقة بين طرفي قياس، ومن ثم يمكن أن توجد صور عدة للتناسب يكون مضمونها أو محتواها مختلفاً، ولكن يبقى هنالك خاصية مشتركة تجمع بينهما تتمثل في وجود علاقة تلازم منطقية تقود إلى تصور مجرد إيجابي للتناسب كالمعقولية والتوازن والتكافؤ والانسجام، وبين هذين التصورين تتجسد اطر التناسب بمعناها النسبي وليس المطلق أو الدقيق . اما التناسب في القرارات الإدارية فيتمثل في تحقيق نوع من التوازن بين سبب القرار ومحله بمعنى اشتراط تطابق الوقائع الثابتة والإجراءات المتخذة بشانها. فالتناسب ينشأ ايضاً من علاقة التوافق بين وسيلة وهدف أو غاية في نص معين، استناداً إلى ما تقدم يمكن القول بأن التناسب في مجال القانون الإداري يعني اختيار الإجراء الذي يتوافق أو يتكافأ مع أهمية الوقائع التي دفعت الإدارة إلى اتخاذ القرار أو اختيار قرار إداري يتناسب مع خطورة وأهمية السبب.