تقوم الشراكة المجتمعية والأسرية في التعليم على ثلاثة أركان رئيسية هي : المدرسة والأسرة والمجتمع، وتعد الشراكة الأسرية القائمة بين الأسرة والمدرسة مهمة جدا وتجلى هذا الحرص في أهداف التنمية المستدامة في تعليم المملكة العربية السعودية وذلك بإقامة مبادرة ارتقاء التي تساهم في الارتقاء بمستوى التواصل والتفاعل بين المدرسة والأسرة والارتقاء بمستوى العملية التعليمية)التنمية المستدامة للملكة العربية حيث تكمن أهمية الشراكة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي في ثلاثة أمور هي: تعزيز المسئولية المشتركة بين أطراف الشراكة، واستثمار مهارات أطراف الشراكة وإمكاناتهم، وأيضا زيادة فاعلية البرامج التي تقدمها وتطوير مهارات الأسرة في التعامل مع أبنائها والمساهمة في تحقيق التكامل بدأت و تطورت علاقة الأسرة بالمدرسة منذ نشأة تعليم البنات و حتى صدور رؤية المملكة العربية السعودية تحددت في مرحلتين، الأولى منذ بداية التعلي م 1960 محتى صدور رؤية المملكة في عام 2016 حيث كانت هذه الفترة تتصف بالعلاقة المحدودة والتقليدية )عبدالحميد, 1994 ( وكانت أبرز الممارسات انتشارا هي متابعة الآباء وحرصهم على طلب التقارير الشهرية لمعرفة مستوى أبنائهم التعليمي و أيضا حرص الآباء على استلام الكتب المدرسية ، أما الممارسات الأقل حدوثا بين المدرسة والأسرة تمثلت في مناقشة المشكلات التي تواجه أبنائهم مع الأخصائي ، والمواظبة على حضور مجالس الآباء وتعاني هذه المرحلةمن ضعف التعاون بين الأسرة والمدرسة مما أدى إلى وجود فجوة تعوق أداء المدارس والعملية وأثبتت دراسة السلطان) 2008 ( في مدينة الرياض أن التعاون مع الأسر محدود ويخضع للأنماط التقليدية. أما المرحلة الثانية بدأت عام 2016 تحديدا بعد صدور رؤية المملكة 2030 التي أكدت على أهمية البنيان المتين للمجتمع وذلك من خلال تعزيز دورالأسرة في تعليم أبنائها والحرص على مشاركة الأسرة بنسبة 80 % في الأنشطة المدرسية وعملية تعليم أطفالهم من أجل تحقيق التواصل الفعال للمدرسة مع أولياء أمور الطلبة لما لهم من دور كبير في تطورمستوى تعليم هؤلاء الطالبات )رؤية المملكة العربية السعودية حيث وضح الدليل الصادر من مبادرة إرتقاء النموذج المتبع لقياس ممارسات الشراكة الأسرية وفق أنماط تمثلت فيدعم الأسرة للوالدين )الوالدية(، صنع القرار والمشاركة مع المجتمع المحلي )الدليل التنظيمي للشراكة الأسرية والذي يركز على التأثيرات المتداخلة للأسرة والمدرسة ويقدم تصورا شاملا وإطارا متكاملا ومن جهة أخرى وجود فجوة بين الأسرة والمدرسة سوف يؤدي إلى انعزال كل مؤسسة عن الأخرى وتصبح العلاقة محدودة وبالتالي ضعف في جودة التعليم وزيادة العبء على المدرسة والوالدين.