1 تعريف النظرية التطورية هي من أقدم وأول المدارين الأنثروبولوجية، وتعتبر القوم القارة الأساسية للمدرسة التطورية على أساس مفهوم التطور الثقافي حيث أن تاريخ البشر واحد على أساس وحدة الفكر الإنساني أما الفروقات الثقافية فهي وليدة ظروف تاريخية معينة، وعليه تكونت مجتمعات وقد وجدت وجودا متحانها ومتواصلاً مؤلفا من طبقات تطورية وأقساما متوازية يسير فيها التطور غير خط مستقيم ومتصاعد تشكل كل مرحلة أساساً لما بعدها حسب نظام لا يزاغ عنه والذي يرتكز على ثلاثة قواعد أساسية وهي حتمية التطور حيث اعتقد الفلاسفة أنذاك أن البشرية التطور بالتجاه التقدم الدائم وأن المجتمعات لنحوا إلى الانتقال من حالة البساطة النسبية في تنظيمها إلى حالة أكثر تعقيدا وتمايزا، كما ارتبطت هذه النظرة بعلم البيولوجيا عند شارل داروين في كتابه أصل الأنواع د خواني خالد محاضرات مقياس انثروبولوجيا اجتماعية وثقافية بواسطة الاصطفاء الطبيعي عام 1859 والاشتراك الفرنسي في القرن 1. 19 والتي يمكن الخيصها في العناصر الثلاثة التالية: ان جميع أشكال الحياة تتغير وتنتج أشكالا جديدة باستمرار. ويعود تداخلهما إلى أن العالم الأنثروبولوجي، أو العالم الاجتماعي عندما يقوم بتسير عملية التطور في أي نظام اجتماعي من الماضي إلى الحاضرة لا بد أن يعمد إلى تحديد نشاء هذا النظام وذلك بالعودة إلى المجتمعات البدائية لدراستها واستخلاص صفاتها وعلاقاتها، وتعدد الزوجات وصولاً إلى وحداتية الزوجة، بل تشمل ستر فروع المعرفة الخاصة بالعلوم الإنسانية وهذا ما ينسحب على تطور النظم الاجتماعية ويرتبط اسم داروين على الأقل في أذهان عامة المتلقين في العالم، بأنه الرجل الذي نادي بنظرية التطور متحليا فكرة الخلق، وقد انتشرت هذه الأفكار قبل ظهور كتاب داروين عن " أصل الأنواع " بسبعين سنة على الأقل. هو أنه قام بتجميع تلك الأفكار والآراء المبعثرة دراسات في علم الإنسان دار النهضة العربية المعوية 153 من 73 معاصرات مقياس ناروبولوجيا اجتماعية وثقافية د حوالي خالد والمتناثرة، وتحليلها بطريقة منهجية فيها قدر كبير من محاولة الفهم والتعلق، ومن هنا ساعت كتاب " أصل الأنواع " في توطيد فكرة التطور وترسيخها، ووضع في ذلك مبداء الشهير عن " الانتخاب الطبيعي " الذي فتر به استمرار بعض الأنواع في الحياة ، واختفاء بعضها الآخر في معركتها الكبريان وصراعها من أجل الحياة. وعلى الرغم من أنه مبدأ بيولوجي في الأصل، وفي ذلك يقول الأستاذ الفريد كروبر" وهو من أكبر علماء الأنثروبولوجيا المعاصرين : " إلى هناك والذي ينحصر في وضع مبدأ الانتخاب الطبيعي وتصيده، وبين كل ذلك التأثير الهائل الذي تركه تأسيس المين البيولوجي على العلم الكلي .