شت بي يوماً خيالي تحت ضغط الأمنيات فتلمست خيالاتي لأني قد يئست من سراجٍ في بحار الظلمات عندما قد أيقنوا من أنها ليس إلا ترهات عندما قد شاهدوا نوراً حقيقياً أزاح الظلمات إن أصناماً عبدناها دهوراً أدخلتنا في سبات سحقتنا سرف الظلم التي لم تزل فوق ربانا دائرات فقريش الجاهلية أبصرت بعد العمى نهضت بعد السبات نورها أضحى ظلاما أعطت المقود لأولاد الزناة فتخليت الحبيب المصطفى غاضباً من كل ما يجري على سوح الحياة ما تركنا أحداً يرضى بمنهاج الطغاة ما تركنا مؤمناً يرضى من العيش الفتات للذين استبدلوا منهاجنا بالسفسطات قال المصطفى (وأنا أتخيل صورته وهو يرقب واقع أمتي), قال: يا فاروق قم وانهض وانظر إلى أحوالهم أهؤلاء أمتي ؟؟ إن قوماً عندهم هذه الصفات يوشك الله بأن يأخذهم أخذ عاد وثمودٍ والطغاة. خرج الفاروق كي ينظر أحوال الرعية, معه خادمه لولا مهابته الجلية , ومضى يمشي يجوب الطرقات . ثم سدُّ القاذفات ثم سدُّ الراجمات ثم سدُّ الطائرات قال: يا مولاي عذراً هكذا صارت مقرات الولاة. !! والرعية كيف يُسمعون لهمُ القضية ؟؟ كم من الأيام يحتاج الذي يبغي وصولاً للولاة ؟؟ ومضى يمشي يجوب الطرقات . شاهدوا بعض البنايات الأنيقة حولها أبهى حديقة يختلي فيها صديق وصديقة , قال: إنها حقاً مغاني للتفاهات السحيقة . أحدثوها كيف يصمّون بها الآذان عن صوت البنادق. أعطني سيفي لكي تمحى ينابيع البوائق . سأل الخادم : ماذا يفعلون ؟ قال: علها أشياء أملتها تراتيب الحياة ؟؟. بغية تهديم أفكار البناة والدعاة, قال : أعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفنات قال: بكلام نبرات الحزن في طياته جداً جلية , قال : يا مولاي ذميٌ يبيع الخمر في تلك الربوع الأحمدية . في الربوع الأحمدية !! أعطني سيفي لكي أمحو رؤوس الجاهلية . قال : وكرٌ للزناة . قال : ملهى للبغاة . قال : تلك دار للقضاة ومحامي لدفاع ومحامي لهجوم وزوايا خافيات فيها تجبى الرشوات . وهناك ؟؟ قال : هذه جامعات . قال : خلق قد أضاعوا الصلوات وغداً يلقون غيا. قال : أعطني سيفي لكي تمحى رؤوس الجاهلية ما الذي حل بهذه الثكنات ؟؟ قال : هي أمراضٌ ثلاث : الكروش والقروش والعروش هي آفاتٌ ثلاث: النفوس والفلوس و أتباع الشهوات قال: اقترب منهم فهم يأتمرون علهم رأس الخلاص , استمع فيهم فهم مجتهدون يهتفون بحماس. أنصت الخادم مشواراً طويلا. قائلٌ : أنت درويشٌ مع الدف تجول وأخو مُرةَ بين الجمع مسرورٌ يجول ( أخو مرة : هو الشيطان ) قائلٌ: أنت دوماً تحمل مسواكاً طويلا . وأخو مرة بين الجمع مسروراً يميل قال : أعطني سيفي لكي تمحى تخاريف العقول . قائلاً : أين أفواج الدعاة . - نصفهم عند البلاط يجمعون المكرمات - ربعٌ ألجمهم الخوف لجاماً, وتلا آية "لا تلقوا بأيديكم" فمات - نصف ربع يملئون المكتبات ببحوث راقيات قال : ضاقت الأنفاس . فلنخرج إذاً نحو الفلاة . قال : من بناها ؟؟ قال : يا مولاي أفواج الغزاة . من غزانا ؟؟ عابدوا عزة ولاة ؟؟ قال : لا بل كل الطغاة الزناة والعراة , وأنايوماً تسلمت مفاتيح المدينة عندما كنّا جنود عندما كنّا أسود. فأجاب (بدموع انهمرت فوق الخدود): يا مولاي تحكمها اليهود. اليهود !! الخنازير القرود !! صرخ الفاروق : أين عشاق الجهاد أين أرتال الغزاة ؟؟ أين من كانوا خفافاً كلما سمعوا حيعلة كيف ناموا ؟؟ كيف صلوا ؟؟ كيف قاموا؟؟ ويهود الغدر في المسرى أقاموا ؟؟ قال : يا مولاي قد أذعنّا بياناً , شجبوا واستنكروا ثم أدانوا . صرخ الفاروق : أهلك الله مديناً ومدانا . ثم فوضنا حنان لتعيد العتبات ؟؟ ( حنان عشراوي) قال : هي امرأة قد سيدوها يوم أن غاب النحارير الكماة . صرخ الفاروق : واه للرجال , أتعيد المسجد الأقصى حنان ؟؟ وكتمنا خبر التحرير سراً حيث ممنوع علينا كل رؤية تغضب أولاد الزناة . يا رسول الله : أدرك أمةً قد تردت في ظلام الجاهلية .