ظهر المتن المنظوم عند العرب في القرن الثاني الهجري، وقد بدأ ظهوره عند العرب حين اتسعت معارفهم، وقد أحسوا حينذاك بحاجتهم إلى نوع خاص من التصنيف يعينهم على حفظ المعلومات ونقلها، فاستعانوا على ذلك بالشعر يقول أحد الباحثين : (لعل آخر الاتجاهات الجديدة التي نتناولها بالدراسة، لاحظنا نشأتها في شعر القرن الثاني، وما كان ممكنا أن ينشأ في الشعر العربي فن تعليمي قبل اللغة العربية وأن أراجيز العجاج وابنه رؤبة تعد شعرا تعليميا، لغوية منظومة في اللغة نفسها من حيث هي لغة، نظماها لتمد الرواة بالألفاظ وتزودهم بالشواهد والأمثال المأثورة والألفاظ ثم تتابعت المنظومات العلمية عبر العصور حتى جاء عصر المماليك وأقبل الناظمون على النظم لييسروا على الطلاب سبل الإلمام بالمعارف وحفظها وسرعة استحضارها وقت الحاجة، فجاءت على سبيل المثال منظومتا ابن مالك الطويلتان (الكافية الشافية) و (الخلاصة الألفية) ومنظومة الشاطبي عصر المماليك يعد العصر الذهبي في نظم العلوم المتعددة، وتنوعه، وهو : متى ظهر أول متن منظوم في النحو ؟. وللإجابة عن هذا التساؤل نقول : تعزى أقدم منظومة في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة ( 170 ه)، قال خلف الأحمر المتوفى سنة وقد ذكرها الخليل ) بن أحمد في قصيدته في النحو : وسبيلها رحب المذاهب مشعب. وبغض ثم تتابعت بعدها المتون المنظومة، أرجوزة في النحو، عدد أبياتها ثلاثة ألاف إلا تسعين، تناول فيها – فيما تناول – الخلاف في وزن "غزة" و"رماة" و"قضاة" ونحوها، وهل هي على "ُف  عَلة" أو "َف  عَلة" أو "ُف  عل" ؟ وقد قال في مطلعها : والوزن في الغزاة والرماة. في سالم من شأنه الظهور. وآخرون فيه قالوا َف  عَلة. ثم صنف الحريري المتوفى سنة ( 512 ه) أرجوزته النحوية "ملحة أقول من باب افتتاح القول. نحو : سعى زيد وعمرو متبع. وشرح لابن مالك المتوفى سنة ( 672 ه). 600 ه) متنا في النحو، ثم تتابعت المتون النحوية المنظومة حتى وصلت ) الناظمون لها، ومنظومة الوردية"، وأرجوزة في حكم "لو" لتقي الدين السبكي المتوفى سنة ( 753 ه) وألفية في النحو والتصريف والخط لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة ( 911 ه). إن هذا الثبت الذي تضمن أهم المنظومات في عصر المماليك يدل على آنذاك، ولكن المنظومات ومع ذلك فقد كان فيها الجيد المفيد والطريف المبتكر، آنذاك وحتى اليوم، ومن أشهر المتون النحوية المنظومة في عصر العثمانيين : أرجوزة لعصام الدين بن عربشاه الاسفراييني المتوفى سنة ( 951 ه) باسم فرغ منها سنة ( 972 ه)، وسماها "الدرة البهية في نظم الأجرومية"، ومنظومة إبراهيم الكرمياني المشهور