ويسمى هذا الفيلسوف باسم ثيودوس القورينائي نسبة إلى مدينة قورينا الليبية، ومن ثم جاء بعده تلميذه الشهير أبيقور مؤسس المدرسة البيقورية في الفلسفة اليونانية والفيلسوف المادي الشهير والذي يقوم مذهبه على اللذة، لا أستطيع أن أتصور ما هو خير إذا ما استبعدنا ملذات الطعام والحب وكل ما يمتع العين والأذن” وهو كذلك الساخر من الموت والحياة الآخرة حيث يقول: “عندما أوجد فلا يوجد الموت وعندما يكون الموت موجودا فلن أكون موجودا“. فلم ينكر مثله وجود الآلهة لكنه أنكر وجود أي دور للآلهة في خلق الكون وأنكر العناية والقدر وعد كل ما يحدث في الكون نتاج المصادفة فقط!زعم أبيقور أن الآلهة لا يجوز نسبة أي من ضروب النقص والشقاء إليها وهذا يناقض كثيرا المعتقدات الدينية لليونانيين، أول من أظهر الزندقة في العصر الإسلامي كان الأديب عبدالله بن المقفع والذي ترجم كلاما في مقدمة كتاب كليلة ودمنة يدعو إلى الزندقة وادعى أنه يترجم كلام برزويه طبيب كسرى وناسخ كتاب كليلة ودمنة من الهندية إلى الفارسية، هذا رغم ثناء الذهبي عليه في سير أعلام النبلاء، فيكفي أن تقرأ مؤلفاته حتى تشاهد أنه في مقدمة كل كتاب يحمد الله ولا يصلي ولا يسلم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “من أين أوجبتم أن الله اختص قوما بالنبوة دون قوم، ولكن العجيب في أن ابن الرواندي رغم استهزائه بالإسلام والأديان إلا أنه لم ينكر وجود الله الخالق كما يقول الملحدون المعاصرون بل اكتفى بإنكار النبوات كذلك. وفيها يقول متحدثا عن معجزات عيسى بن مريم: كان الأجدر بالمسيح أمراض كل البشر النفسية والعضوية ويجعلهم كلهم حكماء وكاملين. ولكن ناشر هذه الرسالة وهو الكاتب الفرنسي الشهير فولتير نفسه لم يكن ملحدا، فهو صاحب المقولة الشهيرة في رسالته إلى الملحدين: “لو لم يكن الله موجودا لكان عليكم إيجاده لأن العالم غير قابل لأن يساس لو لم يكن هناك إله يعاقب الأشرار في العالم الآخر بعد الموت“. ويقول لينين أيضا: “لا يجب علينا أن نقبل جميع العمّال الذين لا يزال يحتفظون بإيمانهم بالله فحسب،