غَادَرَ تَامِرٌ إِلى بَيْتِهِ مَرَّةً أُخْرِى جَائِعًا. تِلْمِيذُ أَكْبَرُ مِنْهُ عَلى وَادِهِ بَعْدَ أَنْ أَحَافَهُ وَهَدَّدَهُ. عَرَّجَ تامرٌ عَلَى الْحَدِيقَةِ الْعامَّةِ، وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدٍ مُحاولًا كَبَّت . وَلِأَنَّهُ وَلَدٌ حَسّاسَ وَذَكي، لَمَحَ دَبورًا يَحومُ فَوْقَ شُجَيْرَةِ وَرْدٍ، فِكْرَةٌ: كَيْفَ أَخافَتْهُ هَذِهِ الْحَشَرَةُ وَهِيَ أَصْغَرُ مِنْهُ بِكَثِيرِ؟! عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهَا فِي قضى تامر بُرْهَةً وَهُوَ يُراقِبُ الدَّبابير ، ثُمَّ تَابَعَ طَريقَهُ إِلى بَيْتِهِ وَحينَ وَصَلَ، وَيَبْتَعِدونَ عَنْهُ وَهَكَذَا أَمْضى تامر ساعاتٍ يُفَكُرُ في ما يَصْلُحُ إِبْرَةً لَهُ. فَكَرَ مَلِيًّا في ما يُمْكِنُ أَنْ يُخيف أولئِكَ التلاميذ