يروى أنه في أحد الأيام وقع حصان لأحد الفلاحين في بئر غائر، أخذ الحصان يصرخ لساعات بينما كان الفلاح يحاول التفكير في طريقة ما لتخليص الحصان . حيث أن البئر عميق جداً ولا يوجد به ماء وكان الحصان ثقيلاً ولا يوجد وسيلة لإخراجه، أخيراً قرر الفلاح أن الحصان اصبح عجوزاً وليس بحاجته بعد الأن وأنه لابدا أن يُدفَن على أية حال، لذلك فلا فائدة من إنقاذ الحصان. قام الفلاح باستدعاء كل أهل القرية لمساعدته في دفن الحصان في البئر، ولكن كان هناك فلاح عجوز صرخ فيهم لا ، لا تفعلوا ذلك وفكروا في حيلة تخرجوا بيها الحصان لماذا كل هذه القسوة يا أهل القرية، هل كل من اصبح عجوزاً نستغني عنه هكذا . وقال للفلاح أليس هذا الحصان الذي أعانك على هذه الحياة وكان سنداً لك في كل شيء، لكن أهل القرية والفلاح لم يعيروا أي اهتمام لكلام الفلاح العجوز، فأمسك كل منهم معول وأخد كل واحد منهم يسكب الرمل في البئر، عندما سمع الحصان كلام العجوز وأهل القرية استنتج الحصان ما يحدث له فبدأ في الاستفادة من الموقف. وبعد لحظات هدأ الحصان تماماً، نظر الفلاح أسفل البئر فتفاجأ مما رآه، ففي كل مرة ينسكب فيها الرمل من المعول يقوم الحصان بعمل شيء مدهش. كان الحصان ينتفض ويسقط الوسخ في الأسفل ويأخذ خطوة للأعلى فوق الطبقة الجديدة من الرمال. و بينما الفلاح وأهل القرية يلقون الرمال والوسخ فوق الحصان كان ينتفض في كل مرة ويخطو خطوة للأعلى مرة أخرى. بعد فترة وصل الحصان لحافة البئر وخرج بينما انصدم الفلاح واندهش هو وجيرانه من حكمة الحصان التي لم تخطر لهم على بال . فرح الفلاح كثيراً وأخد يعانق الحصان إلا أن الحصان ابتعد عن الفلاح ومضى إلى الفلاح الفقير ووقف بجانبه وكأنه يخبره خدني معك فأنا أصبحت عجوزاً مثلك لعلك تستفيد بي في أخر أيامي ، فرح الفلاح العجوز وأخد معه الحصان، أما الفلاح صاحب الحصان فقال ربما هو يستحقه أكثر مني بالفعل .