تتسارع وتتعدد التحديات التي تواجه مثلث العروبة في الخليج العربي (المسمى, فيما يتصل بالتسمية ما فتئت ايران وهي تسعى إلى تفريس الخليج العربي كمسمى وكواقع, وتسخير مصادر قوتها واستثمار علاقاتها السياسية والاقتصادية والطائفية في تحقيق ذلك, فمنذ مطلع عقد السبعينيات وبالتزامن مع الانسحاب البريطاني من المنطقة اتبعت سياسة ملء الفراغ بالتمدد في العديد من الجزر العربية في الخليج العربي ومنها طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى, ناهيك عن ضمها للساحل الشرقي للخليج العربي واحتلال إمارة الأحواز العربية التي تمتد من مضيق هرمز إلى مصب شط العرب بمحاذاة محافظة البصرة في العراق بالتواطؤ مع الانجليز عام 1925. ومحاولة فرض أمر واقع على العالم بمختلف السبل للقبول بتسمية الخليج الفارسي, لا بل وصل الامر إلى منع طائرات الخطوط الجوية الدولية من المرور في الأجواء الإيرانية اذا كانت تستخدم مسمى الخليج العربي في اشاراتها لمواقع البلدان التي تمر فوقها, ومنع دخول المطبوعات والكتب التي تحتوي تسمية الخليج العربي. ويستوي في هذا التوجه نظام الشاه المخلوع والنظام الاسلامي الحالي بجميع رؤسائه, بل انهم يتقصدون احراج الضيوف الرسميين العرب من رؤساء وملوك وأمراء ووزراء وغيرهم حينما يتبادلون الزيارات معهم بترديد مسمى الخليج الفارسي مرات عديدة امامهم وذلك بهدف ترويض الفكر العربي والعالمي للقبول بتفريس الخليج العربي, وفعلا نجد العديد من المنظمات الاقليمية والدولية والكتاب والاكاديميين الاجانب وحتى من العرب من خضعوا لتلك السياسات, وآخرها قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغيير مسمى الخليج العربي إلى الخليج الفارسي على موقعه الالكتروني الرسمي. اما التحديات التي تتعرض لها دول المجلس فتتمثل اخطرها بمحاولة الحاقها بظاهرة الدمار العربي التي عمت عددا من الاقطار العربية خلال السنتين الماضيتين وتحت شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وتداول السلطة وغيرها, وعبر تواطؤ وتنسيق وتبادل ادوار أمريكية إيرانية واضحة المعالم ومعلنة كما اتضح أخيرا من خطابي الرئيس الامريكي اوباما والرئيسي الايراني روحاني في الجمعية العامة للامم المتحدة واشارتيهما للبحرين باعتبارها جزءا من الظاهرة سالفة الذكر. وعلى قاعدة اطلاق يد ايران للتمدد الطائفي واطلاق يد امريكا في نهب النفط وايراداته, وعلى صعيد التحديات التي تواجه شعوب دول الخليج العربي هو ذلك السعي المحموم من قبل ايران والولايات المتحدة الامريكية لاحداث شرخ في نسيجها الاجتماعي وافتعال صراعات طائفية وتمييز بين المكونات العرقية والدينية فيها وباستخدام وسائل غاية في الخبث والتأثير, واذا ما اضفنا عوامل التهديد الاخرى التي تواجه هوية وامن دول الخليج العربي وتتوافق وتتداخل مع التهديدات التي ذكرناها, وتراجع مكانة اللغة والثقافة العربية بسبب الاعتماد المفرط على الاجانب من البيت حتى المسجد فضلا عن سوق العمل ودواوين الحكومات, واهمال قطاع التعليم العالي لهما وفرض اللغة الانجليزية في اغلب الكليات والتخصصات. واستمرار تحكم الريع النفطي في اقتصاديات دول الخليج العربي, ينجم عنها قرارات تعيد التوازن المفقود إلى المعادلات السياسية والامنية والاقتصادية لدول الخليج العربي وفي مقدمتها الاسراع بالتنفيذ الفوري لمشروع الاتحاد الخليجي باعتباره المدخل الرئيسي للدفاع عن عروبة الخليج وامنه واستقراره,