الواقع انا الامبراطورية الرومانية كانت اعظم وحدة حضارية وسياسية عرفها التاريخ ذلك ان الامبراطورية ضمت بين حدودها جميع مراكز الحضارات القديمة باستثناء بلاد فارس والهند وبلغت أقصى اتساعها على عهد الامبراطور تراجان وامتدت الامبراطورية الرومانية من المحيط الأطلسي غربا حتى الفرات شرقا فشملت في الغرب البلاد المعروفة بريطانيا وغليا وابيريا فضلا عن شمال افريقيا من المحيط الأطلسي حتى طرابلس في حين شمل الجزء الشرقي من الامبراطورية البلقان وآسيا الصغرى واعالي بلاد النهرين فضلا عن الشام ومصر وبرقة وترجع عظمة الامبراطورية الرومانية إلى أن السلطة المركزية فيها استطاعت ان تحكم سيطرتها على هذه المساحات الجغرافية وعلى تلك الشعوب والامم المتباينة الأصول والحضارات الامر الذي تطلب من الحكومة الرومانية اصدار قوانين وتشريعات تناسب ذلك العدد الضخم من الشعوب التي اختلفت بعضها عن بعض في ثراثها التاريخي وحضارتها ولغتها وديانتهاكما تبدو هذه القوة في مقدرة الامبراطورية على استيعاب شعوب عريقة ذات حضارات قديمة كالمصريين واليونانيين جنبا إلى جنب مع شعوب ذات حداثة المولد.اما عن طابع الحكومة الرومانية في اوائل عصر الامبراطورية اي حتى الإصلاحات الكبيرة التي ادخلها الامبراطور دقلديانوس في اواخر القرن الثالث ميلادي فيلاحظ ان هذه الحكومة كانت ملكية مع احتفاظها بكثير من مضاهر العصر الجمهوري السابق وقد عاب بعض المؤرخين على الامبراطورية الرومانية في اواخر عهدها افتقارها إلى وجود قانون وراثي ثابث ينظم الامبراطورية.على ان ضعف الامبراطورية الرومانية اخد يبدو واضحا في القرن الثالث عندما انعدم النظام وتحكمت القوات العسكرية في عزل الاباطرة إقامة غيرهم لكن لاينبغي ان يفهم من ذلك ان جميع اباطرة القرن الثالث كانو غير اكفاء فقد أظهر اول الاباطرة العسكريين في ذلك القرن وهو سبتميوس سفروس (193-211) مقدرة كبيرة على الرغم من نزعته الاستبدادية حتى ان عهده يعتبر مرحلة تحول في تاريخ الامبراطورية والنظم الرومانية جميعا.