أوال: نشأة االتصال العمومي: هناك ما يرجع ظهور مفهوم االتصال العمومي إىل أعمال عامل االتصال األمريكي ولرب شرام سنوات اخلمسينات والستينات، واليت جتسدت يف شكل محالت واسعة مساها حبمالت االتصال العمومي، متت مباشرهتا هبدف إقناع الناس بسلوكيات ميكن يف النهاية قياسها عرب وسائل منهجية، ولكن هذه احلمالت اليت جاءت مكهربة مرتبطة ابحلرب الباردة، وكانت السمة الغالبة عليها هي الدعاية لذلك وجه برانرد مياج انتقادات للقول أبن شرام يعد املؤسس الفعلي لالتصال العمومي. يرى ميشال لوانت أن االتصال العمومي تطور تدرجييا إىل جانب أمناط االتصال كالدعاية واإلشهار التجاري بفضل االنشغاالت االجتماعية واهتمام احلكومات بزايدة استعمال اإلعالم من أجل خدمة األفراد وكيفية استقباهلم لتلك الرسائل اخلدماتية ودون اعرتاض لغرض إقناعهم مبحتواها والعمل إبرشاداهتا، وهذا مل يكن ليتم إال إبعداد جيد للرسائل، والرتبية الصحية ولكن أهدافه متناسقة ومنسجمة ال جمال فيها للتنافس، والتناقض كخاصية أساسية لالتصال العمومي إذن هو ليس اتصاال تسويقيا وال دعائيا وال سياسيا وإمنا هو شيئ خمتلف متاما" ويرجع ظهور تسمية االتصال العمومي جلمعية االتصال العمومي Bruxelles walloni ، مت إنشائها عام 1989 ، حيث مسحت هلذا االسم أن حيل حمل تسمية االتصال االجتماعي سابقا و جناحها يف نشر االسم هو جماور جملال املهنيني واملؤسسات العامة . وقد عرف حقل االتصال العمومي يف التطور منوذجني: وتعتمد ميزانية متويله على موارد الدولة وحتديدا الضرائب، ومن أهم أسباب تطور هذا احلقل ظهور قضااي املثليني، و قضااي إنتشار اإليدز يف فرنسا واملناداة حبماية حقوقهم حيث حتركت منظمات اجملتمع املدين ووجدت الدولة نفسها ملزمة على احتكار الفضاء العام وإدارة كل ما هو عمومي ، وبذلك فهو اتصال مقيد وغري تنافسي. أما احلقل الثاين والذي تطور يف الدول األجنلوسكسونية ومتثله الوالايت املتحدة وامللكة املتحدة، اجملال العام بشكل أوسع مشاركة القطاع اخلاص واملؤسسات واحلركات، واجلماعات اليت تتدخل يف الساحات العمومية ، اما يف هذا النموذج فاالتصال العمومي غري مقيد وتنافسي. كما سامهت يف تطوير حقل االتصال العمومي عوامل اقتصادية واترخيية واجتماعية، وهو خالصة تطورات املواطنة، الواجبات ، ثقافة املشاركة، الصاحل العام، الشأن العام، ومبا أن الدميقراطية وانتشار احلق يف االتصال واحلق يف احلصول على املعلومة واحلق يف املساءلة، اساسي يف تطوير حقل االتصال العمومي فإن الثورة الفرنسية مببادئها احلرية، العدالة واملساواة من أهم منعرجات مسار الدولة احلديثة اليت بدأت تبحث عن الشرعية من خالل االعتماد على اتصال خاص هو االتصال العمومي، ولعل أول منعرج اترخيي لالتصال العمومي هو توقيع معاهدة واست فاليا 1648 ، اليت أسست ملفهوم الدولة واألمة واملنعرج الثاين هو ظهور النظام الدميقراطي وم أ. يف العامل العريب مؤشرات خمتلفة ومتعددة تظهر تطور االتصاالت العامة يف العامل العريب خالل االثنني عقود امليزانيات املخصصة لالتصاالت العامة شهدت زايدة كبرية ، كما يتضح من الضرب احلمالت ابستخدام مجيع أثناء السنوات الثالث املاضية ، اإلنفاق اإلعالين للمنظمات محالت االتصال للمصلحة العامة والعامة هلا متثل ما يقرب من 27 ٪من سوق عملية معقدة: انتصار االتصال كإيديولوجيا ، حتوالت الفضاء العام ، االنفتاح ، القرب . ، الكفاءة ، إخل( ، سياسية جديدة )مشاركة . . اكتسبت نشأة وتطور االتصال العمومي على مر السنني شرعية حقيقية، واتضحت وظيفته حيث أصبح يساهم يف إعطاء معىن للخيارات واإلجراءات يف املؤسسات ويساعد على إعطاء معىن للحياة العامة والسياسية، ّه:" وأمام االنفتاح املتزايد جملتمع ووفقا للمادة 1 من ميثاق االتصال العمومي الذي اعتمد يف عام 2002 ، فإن املعلو مات، أصبحت االتصاالت العامة اآلن كضرورة ال مفر منها للمؤسسات والدول الدميقراطية"، النظر هذه، ولكن هنج شامل يضمن املمارسة احلقيقية للحكامة العمومية“. ووفقا للمادة 2 ، إعالم اخلدمات العامة، حيث حيرتم القواعد السارية سواء األخالقية أو القانونية"، حبيث جيب أن ميارس خارج الدعاية وتزوير احلقائق من خالل احرتام الشفافية يف اإلعالم حول املعلومات املتاحة سواء ابلنسبة لصانعي السياسات أو املستخدمني. وعموما ال ميكن احلديث عن نشأة وتطور االتصال العمومي دون الرجوع إىل أصول واتريخ تنظيم احلياة ومثة توجه إىل البحث عن اتصال عمومي متميز، فوجوب اإلعالم عن احلقوق والواجبات رافقه التمكني من اإلطالع على الواثئق اإلدارية، وتربير القرارات وعرض نشاطات املؤسسات العمومية، املعلومات الالزمة للحياة اليومية، ابإلضافة إىل املشاركة يف اإلجراءات اهلامة ابلدولة . وميكن القول أن االتصال العمومي قد تطور وفق أربع مناذج اتصالية شهرية، وهي النموذج السلوكي، النموذج النقدي، النموذج التحاوري،