القاعدة الرابعة: الانتسابُ إلى الصالحين لا ينتفع به صاحبهُ إلاَّ بالتوحيد، فأيُّ إنسان كان قريبًا من الصالحين إما قُربَ انتسابٍ، ولا في الآخرة ما لم تكن مبنية على توحيدٍ، ومنها أيضًا ابن نوح يقول الله -عزّ وجل- في شأنه أن نوحاً قال له: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾[هود:43]. فلم يشفع لامرأة نوح، وابن نوح أنَّهم من أقارب الأنبياء. أو كما قال -صلى الله عليه وسلم. وفى صحيح الإمام البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه وأرضاه - قال: «يَأْخُذُ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قال أبو سعيد: كُنَّا نحدِّث أنَّه إبراهيم، فالقرابة إذا لم تُبن على توحيدٍ، فلا تنفع صاحبها يوم القيامة. وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضى الله عنه- قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأقول: لا أملك لك شيئا، فأقول: لا أملك لك شيئا، فأقول: لا أملك لك شيئا، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فأقول: لا أملك لك شيئا، فأقول: لا أملك لك شيئا، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت، فأقول: لا أملك لك شيئا، إذًا القرب وحدها من الصالحين لا ينفع بلا توحيدٍ،