هو عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد البوسعيدي لا تحدد المصادر التاريخية تاريخ ولادته. تولى حكم الرستاق في عام 1277هـ (1861م) بعد مقتل والده في السويق، فخاطب بنجيلي الوكيل السياسي البريطاني في مسقط الإمام عزان لتسليم المناطق التي استولى عليها إلى السلطان، ولم يتلق الكولونيل أي رد من الإمام عزان على هذا الخطاب. ثم توجه إلى مسقط التي قاومت الحصار أياماً قليلة بدعم من القوات البريطانية ثم سقطت، وبايع علماء عُمان ومشايخها وعلى رأسهم: سعيد بن خلفان الخليلي وصالح بن علي الحارثي ومحمد بن سليم الغاربي، واسترد المصنعة التي كان يحكمها حمد بن سالم بن سلطان بن الإمام أحمد، كما أرسل الإمام عزان أخاه إبراهيم بن قيس إلى شناص لمحاربة راشد بن عمير البريكي وزير سالم بن ثويني والذي كان يثير الناس ضد دولة الإمام عزان فتمكن إبراهيم بن قيس من قتله. استغاث بنو نعيم في البريمي بالإمام عزان بن قیس لإنقاذهم من سيطرة الوهابيين عليهم، فتقدم الإمام بعد أن انضم إليه صالح بن علي الحارثي إلى البريمي على رأس قوة قوامها 1500 جندي، ووضع عليها حامية وعين محمد بن سعيد الهنائي واليا عليها، وتحالف الإمام عزان قبل مغادرته البريمي مع زايد بن خليفة الأول شيخ أبوظبي بأن يدفع له الإمام معونة مقابل قيام الأخير بحماية حدود البريمي، تمكن الإمام بعد أن سيطر على البريمي من بسط نفوذ دولة الإمامة على سائر بلدان الظاهرة، وعين بريك بن سالمين الغافري واليا على الظاهرة. ثارت قبائل البوعلي في جعلان على الإمام عزان لكنه تمكن من إخماد ثورتهم، ثم أفرج عنهم وعاملهم معاملة طيبة مما جلب للإمام انتقاد زعماء الإمامة وخاصة سعيد بن خلفان الخليلي الذي رأى بأنه يجب إبادتهم، ساءت العلاقة بين الإمام عزان والسلطات البريطانية منذ بداية توليه الحكم وذلك لعدم اعترافها بسلطته، إضافة إلى اعتراض ماجد بن سعيد سلطان زنجبار على دفع تلك المعونة بحجة أن عزان قد اغتصب السلطة، ولم يكن من نسل السيد سلطان بن الإمام أحمد وإنما هو من ذرية قيس بن الإمام أحمد، وعندما استولى السيد ناصر بن ثويني على جوادر في ذي الحجة 1285هـ (إبريل 1869م) أصدر ديسبرو الوكيل السياسي البريطاني في مسقط أوامره بمنع إبحار أي سفينة حربية من ميناء مسقط حتى لا يرسل الإمام عزان حملة بحرية ضد جوادر. أصدر ديسبرو تعليماته إلى قائد السفينة الحربية البريطانية كلايد لنقلها إلى مرسى آخر في ميناء مسقط في جمادى الآخرة 1286هـ (أكتوبر 1869م) وذلك بعد أن تلقى إشعارا بنية ناصر بن ثويني الهجوم على مسقط وأغفل إعلام السلطات المحلية برغبته في نقل تلك السفينة، وتلقى بيلي المقيم السياسي في الخليج أوامر بالتحرك إلى مسقط على الفور، ونجح بيلي في الحصول على اعتذار خطي من سعيد بن خلفان الخليلي الذي كان مسئولا عن مسقط في غياب الإمام عزان، قررت بريطانيا مساعدة السيد تركي بن سعيد ضد الإمام عزان، بعد أن أمده أخوه ماجد بن سعيد سلطان زنجبار بمبلغ 20000 دولار نمساوي ونزل خورفكان، ودارت بينهما معركة عرفت بمعركة سالمة (نسبة إلى موقعها في وادي سالمة) أسفرت عن انتصار السيد تركي وهزيمة الإمام عزان. ثم توجهت قوات تركي إلى مسقط وفيها سعيد بن خلفان الخليلي وبعض أتباعه، نفذ الإمام عزان بن قيس خلال توليه الحكم في عُمان العديد من الأحكام مثل: أخذ القرض لبيت المال من الرعية لأجل الدفاع عن الوطن، كما استبدل بعلم عُمان الأحمر علماً أبيض شعاراً للدولة، مما أدى إلى هجرة عدد من التجار الهنود (البانيان) إلى خارج مسقط.