ولكن الطفل غالباً وخاصة في مرحلة الرياض والمدرسة الابتدائية لا يتعامل في الغالب إلا مع الكتاب كقصة، لأن القصة من أحب الأنشطة وأقربها إلى نفس الطفل، ولكي نتأكد من ذلك يكفى أن ننظر إلى وجوه الأطفال البريئة أثناء روايتنا لقصة ما، ونلاحظ تلك التعبيرات الرائعة التي تلائم أحداث القصة من فرح ومرح وترقب وانتباه ثم اللهفة لمعرفة النهاية. والطفل يتعامل مع القصة منذ المراحل الأولى التي يبدأ فيها في تفهم اللغة، ومن هذا المنطلق يجب أن تحقق القصة أهدافاً كثيرة أهمها التهذيب الخلقي والتعريف بالدين الإسلامي وغرس الصفات الحميدة وتكوين المعايير والقيم والعادات والأفكار والمعتقدات والاتجاهات الصحيحة، وهي وسيلة أيضاً لنقل التراث كما تعمل على تنمية قدرة الطفل على تنظيم الأفكار والتعبير عنها لغوياً مما يساعد بدوره على تنمية المقدرة اللغوية لدى الطفل، كما أنها تعين الطفل من الناحية الانفعالية وتساعده على حسن التكيف مع نفسه ومع بيئته وتبصره بطرق التصرف إزاء المواقف المختلفة وحل المشكلات، كما أنها تساعد الطفل على الحكم على الأشياء وحسن التعليل والاستنتاج والربط بين الحوادث مما يساعد على نمو هذه العمليات العقلية وتطورها، بالإضافة إلى وجوب تحقيق عنصر المتعة والتسلية والتشويق وإمداد الطفل بالمعلومات الكثيرة - تلك المعلومات التي ينبغي أن تستقى من بيئة الطفل بكل ما تحويه هذه البيئة من معالم ومصادر، أي نحاول بقدر الإمكان الا نقدم للأطفال معلومات غريبة لا يستطيع استيعابها أو حتى مجرد تصورها، وهذا بالطبع لا يمنع من أن تقدم للأطفال معلومات مشوقة عن العالم المحيط به بطريقة جذابة مشوقة، إذ يجب أن يساعد الكتاب الطفل على تخطى عامل الزمان والمكان، ولكن علينا دائماً أن نحسن الاختيار وأن نراعي ما يناسب الطفل في شتى النواحي، وتلعب القصة دوراً هاماً في تنمية خيال الطفل، خاصة وأن الطفل بطبيعته ميال إلى التخيل لا سيما فيما بين السنة الثالثة والسابعة من عمره، فيقص علينا قصصاً لا نصيب لها من الصحة، وسبب ذلك هو خصب خيال الطفل وعدم قدرته على التمييز بين الواقع والصورة الذهنية الخيالية، وهذا لا يدعونا إلى مقاومة ومحاربة خيال الطفل بل على العكس ينبغى تهذيب هذه الوظيفة الفكرية بالقصص والروايات على أن توجه الخيال كقوة للخلق والإبداع تعود على الطفل بالفائدة فلا تجنح به بعيداً فينقلب الخيال وهماً، إذ أن التخيل كنشاط فكرى هام لا يقل أهمية عن الإدراك الحسي فهو وسيلة للتكيف والابتكار، كما تلعب القصة دوراً هاماً في تنمية الذوق والإحساس بالجمال، كما تعمل على تنمية المواهب الفنية لدى الطفل عن طريق النشاط التمثيلي لإحداث القصة أو عن طريق التصوير على الورق لبعض شخصيات أو أحداث القصة. ولا شك أن هذه الوسائل الفنية المعبرة تضيف الكثير