يعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير الذي يصادف 12جانفي من كل سنة، تقليدا راسخا في الثقافة الشعبية الجزائرية ، حيث يمارس طقوس الاحتفال به في مختلف مناطق ربوع الوطن من خلال إعادة احيائها باختلاف العادات و التقاليد التي يتميز بها الأفراد عن الآخرين لاستحضار الذاكرة والتاريخ معا. فتظاهرة "يناير" لها علاقة وثيقة بالبناء الاجتماعي لأنه يتم تداوله داخل بيئة اجتماعية مسؤولة إلى حد ما عن أهمية المغزى الوجداني و الرمزي التعبيري للعلاقات الاجتماعية و الثقافية ، فممارسته له يعبر عن مدى تماسك أفراد المجتمع الجزائري عامة بالانتماء العرقي و اللغوي و الثقافي و الاجتماعي لأجدادهم فيناير يعتبر إرث ثقافي أمازيغي بشمال إفريقيا خاصة تم تصنيفه مؤخرا كترث انساني غير مادي ضمن قائمة اليونيسكو . حيث كانت الجزائر كانت أول دولة تصادق على اتفاقية التراث الثقافي اللامادي في 2004 باعتبار ذلك تقيدا تاريخيا عريقا تمارسه مجموعة بشرية و تتداوله الأجيال، فهذا التصنيف لزم الدولة بإعداد مخطط لحماية هذا التراث ، و انتقل "يناير" من الفولكلور الشعبي إلى عطلة رسمية مدفوعة الأجر. ويشكل هذا العيد الوطني واحدا من ثوابت الهوية الوطنية لأنه يعبر عن الهوية الثقافية للمجتمعات الأمازيغية عامة، وتراثا يستمد عمقه من حضارتنا العريقة وموضع اعتزاز لكل جزائري.