بعض الدراسات النقدية التي اتخذت من السيميائية منهجا لها قدم فاتح عالق من خالل كتابه "في تحليل الخطاب الشعري" مع اختالفات في التحليل شأنها شأن الدراسات الغربية، فترتكز الى بعض هذه ادراسات فتأخذ من غريماس و بارث و بيرس و هلمسيلف و غيرهم، و هي تختلف من حيث مناهجها و اجراءاتها المفهومية و التحليلة اذ إن منها ما يستند الى منهج معين و يرتبط بمدرسة معينة و منها ما ياخذ من جملة مناهج يتطلبها النص المدروس و ياخذ من اكثر من مدرسة، كما تختلف من حيث اهتمامها بالشكل و المضمون، ذلك ان بعضها يرتكز الى المضمون من خالل االهتمام بالداللة االجتماعية او السياسية او الثقافية دون اهتمام بطريقة التبليغ و كيفية االيصال. و بعضها يركز على الداللة الفنية على اعتبار ان الخطاب الشعري يقوم بتوظيف العالمات توظيفا سيميائيا مخصوصا فيقف عند الرموز و األساطير مهمال عالقتها بالواقع السياسي و االجتماعي و الثقافي. و بعضها يوفق بين الشكل و المضمون فينتقل عبر المستويات المختلفة للنص. و منها ما يركز على ظاهرة معي نة من الخطاب الشعري كاللون مثال. و منها ما يتناول نصا واحدا بالتحليل و منها ما يحاول الوقوف عند جملة من النصوص. و من الدراسات التي تناولت نصا شعريا واحدا محاولة الوقوف على مستوياته المختلفة فمثالها: دراسة محمد مفتاح لرائية ابن خليفة، و قصيدة " شناشيل ابنة الجلبي"للسياب في كتابه)التحليل السيميائي للخطاب الشعري( و غيرها من الدراسات في هذا المجال. أما اجراءات التحليل المعتمدة في هذه الدراسات السيميائية فهي مختلفة، ذلك أن هذه الدراسات لم تلتزم المنهج حرفيا و انما فهي تهتم ببنية النص كما هو الحال عند محمد مفتاح و السرغيني الذين قسما النص الى بنيات محددة ، و تستفيد هذه الدراسات من اجراءات بالغية ايضا. و قد استعانت بعض الدراسات باالحصاء كما فعل صالح فضل. هذا يعني ان التحليل السيميائي يقوم على مناهج مختلفة ، بل استطاع ان يذوبها في اطاره. فمرتاض يذهب