تجاهل العالم الكتاب الورقي في واتجه إلى الكتاب الإلكتروني باعتباره الوسيلة الأسهل والأرخص والسؤال الذي يطرح نفسه هل يغنى الكتاب الإلكتروني عن الكتاب الورقي؟ وفي ضوء ما سبق يختلف الناس في نظرتهم لتقييم الواقع العصري للمعلومة سواء بطريقتها التقليدية أو الحديثة بين مؤيد ومعارض لطريقة اكتساب المعرفة الجديدة. يرى أنصار الكتاب الإلكتروني أن له ميزات كثيرة تجعلهم يفضلونه على الورقي، مما يمكنه في أي وقت وأي مكان من استعادتها وقراءتها ويجنبه المشقة التي كان يتكلفها في حمل الكتب الورقية ونقلها من مكان إلى مكان، وما يصرفه على ذلك من مصاريف مكلفة كما أن قيمة الكتاب الإلكتروني زهيدة جداً بالمقارنة مع الكتاب الورقي الذي يباع بأضعاف ما يباع به الأول، ينظر الباحث زكريا أحمد إلى المسألة من زاوية الواقع فيقول : إن الدول المتقدمة تكنولوجيا تكاد تكون المسألة فيها محسومة لمصلحة الكتاب الإلكتروني، ففي أمريكا أظهرت إحصائية نشرتها شركة أمازون أن الإقبال على الكتاب الإلكتروني كاسح جداً مع وجود أجهزة تخزين وقراءة متقدمة تحاكي الكتاب الورقي وتتفوق عليه ، أما في الدول التي لا تزال متخلفة تكنولوجياً فلا يزال الكتاب الورقي يحتل مراتب متقدمة. وهذا الواقع حسب رأي زكريا يعطينا قناعة بأن المستقبل هوا للكتاب الإلكتروني، بينما يرى الفريق المعارض أنَّ الكتاب الورقي لا يزال يتربع على عرش الثقافة والمعلومات متمثلين في ذلك قول المتنبي : أعز مكان في الدُّنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب كما يرى هذا الفريق أن أهم ميزة للكتاب الورقي هي حميمية الاتصال بين القارئ وبينه، وعدم حاجة الكتاب الورقي إلى الكهرباء أو البطارية لكي يعمل بعكس الكتاب الإلكتروني الذي يحتاج إلى جهاز يعمل بالكهرباء لكي يكون جاهزاً للقراءة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، كما تفوق الورق على أسلافه من أوعية الأفكار بميزات كثيرة، وتجعلها تلك الميزات وسيلة مثلى لدى قطاعات كثيرة من القراء، ولن ينقص الانتقال إلى الكتاب الإلكتروني من مفهوم (الكتاب) كخلاصة للتفكير الإنساني شيئاً، فإذا كان الكتاب الإلكتروني يقدم كماً هائلاً من المعلومات في كل المجالات، فإن الكتاب الورقي هو مَن يُعلِّم فنَّ القراءة وكيفية انتقاء المعلومات،