أثرت الحروب الصليبية اجتماعياً على بلاد الشام بشكل كبير، مُسببة سيولة سكانية نتيجة المذابح والتهجير والاستيطان وتبادل السيطرة على المناطق. تغيرت التركيبة السكانية المتنوعة أصلاً (عرب، أتراك، أكراد، سوريانيون، أرمن، بيزنطيون) بشكل جذري، مع تحول بعض الأقليات إلى أغلبية في مناطق، والعكس في أخرى. بلغ عدد سكان بلاد الشام حوالي 2.7 مليون نسمة، وقد انخفض هذا العدد نتيجة للحروب والهجرات. عاش سكان الشام الأصليون في المناطق الإسلامية والصليبية، إلا أن المسلمين كانوا أقلية في المدن الصليبية الكبرى. لم تكن معاملة الصليبيين للمسلمين حسنة، على عكس تصرف صلاح الدين بعد استعادة القدس، حيث عامل الأسرى الصليبيين معاملة حسنة. أدت الحروب إلى اضطراب أمني وانعدام استقرار، مع انتشار اللصوصية وقطع الطرق. كما ساهمت في انتشار التصوف، كنوع من الهروب من واقع الحروب. أدت الحروب الصليبية إلى تغيرات ثقافية في أوروبا الغربية، باستعارة تقنيات زراعية وصناعية، وأساليب معيشية من الشرق، إلا أن تأثيرها كان محدوداً وغير إيجابي على الصعيد التاريخي العالمي.