هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة؛ حفاظاً على دينهم وأنفسهم، وتبعه صهيب بعد أن تنازل عن كلّ ما يملك من مالٍ لقريش في سبيل توحيد الله والهجرة في سبيله، ممّا أدّى بقريش إلى الخوف على نفسها من عواقب هجرة المسلمين، وانتهى بهم الأمر إلى أن يأخذوا من كل قبيلةٍ شاباً ويضربون الرسول ضربة رجلٍ واحدٍ؛ ليتفرّق دمه بين القبائل ولا يستطيع بنو هاشم على الثأر منهم. ٢٠] في ذات الليلة أذِن الله لرسوله بالهجرة فاتّخذ أبا بكرٍ رفيقاً له، واستأجر الرسول عبد الله بن أريقط ليدلّه على الطريق إلى المدينة، إلى أن وصل أحدهم إلى الغار فأصاب أبو بكر الخوف الشديد على الرسول، ثمّ استأنفا مسيرهما إلى المدينة ووصلا إليها في السنة الثالثة عشر من البعثة، وأقام أربعة عشر ليلة في بني عمرو بن عوف، وبدأ بعدها بإقامة أسس الدولة الإسلامية.