‏ إلي أن يصوغ مشروعا ثقافيا ليبراليا بكل معني الكلمة‏, ‏ وأخذ في الهيمنة عليها علي امتداد القرن التاسع عشر ولقد وجدت الطليعة العربية‏, ‏ أن مواجهة الهزيمة التي سببتها الجيوش الغربية‏, ‏ لابد أن تكون بالعودة إلي عصور المجد العربي‏, ‏ حين كان العرب سادة العالم الوسيط الذين لم يقف أمامهم من يرقي إلي مستواهم حضاريا أو فكريا‏, ‏ وانطلق في صنع حضارته بعد أن تعلم منه وكانت النتيجة أن أصبحت صفة الإحياء صفة عامة علي العصر الذي بدأ من مدافع نابليون التي عصفت بالقاهرة سنة‏1798‏ إلي نهاية الحرب العالمية التي سرعان ما لحقت بها ثورة‏1919‏ التي كانت بمثابة ولادة جذرية التأثير لما أطلق عليه ألبرت حوراني الفكر الليبرالي في عصره الذهبي وهو الفكر الذي تمرد علي الفكر الإحيائي وثار علي مشروعه الثقافي