ولكن مشيئة الله كانت تقتضي حمياتهم ورجوعهم لأبيهم الملك، وبعد مدّة من الزمن ماتت الزوجة وبقي الأولاد مع والدهم الملك، صار الملك يعتني بأولاده ويحبّهم كثيراً؛ كان الملك دائماً يقوم باستدعاء أولاده، بدأت أخت الملك تشعر بالغيرة من شدّة تعلّق الملك بأولاده، وصارت تشعر بأنّه يحب أولاده أكثر منها؛ لذلك صارت تفكّر في حيلة ماكرة كي تحاول إبعاد الملك عن أولاده، قامت العمة باستدعاء أولاد أخيها وأخبرتهم بأنّها تريد التنزّه معهم في الغابة، وهم لا يعلمون بالحيلة التي تخفيها عمّتهم، وعندما حلّ موعد الغداء طلب الملك أولاده ليجلسوا معه على سفرة الغذاء، أرسل الملك جنوده للبحث عن أولاده في كل أرجاء المدينة ولكن لا أثر لهم، ولم يكن أي أحد يعلم بحيلة العمة الشريرة، ظلّ الملك على هذا الحال يبكي ويصرخ ليلاً ونهاراً، ولكن بعد مدّة من الوقت سلّم أمره لله. بالإضافة لكيس مليء بالنقود؛ فقد كانت العلامة الواضحة بين أعينهم تشير إلى أنّهم أولاد ملك. وبنوا منزلاً جميلاً يطلّ على قصر والدهم الملك، وفي يوم من الأيام بينما كان الأطفال يجلسون على شرفة منزلهم إذ رأتهم عمّتهم الشريرة، وعندما أمعنت النظر بهم علمت أن هؤلاء هم أولاد أخيها الملك، وذهبت لزيارة الأميرة وهي لوحدها في المنزل، وعندما دخلت رحّبت بها الأميرة كثيراً، وأريد منكِ أن تكوني أجمل فتاة، وعندما أخبره بما يريد قال له العجوز: يا بني إنّ ماء الحياة هذا في مكان بعيد، ولا أنصحك أن تذهب إليه فهو مليء بالمخاطر، استطاع الأمير إحضار ماء الحياة لأخته الأميرة على الرغم من كل المصاعب التي واجهته، وعندما التقى الملك بتلك الفتاة الجميلة وتعرّف على أخويها، استطاع معرفة أبنائه من خلال العلامة المتواجدة بين أعينهم. وقضت بقية حياتها في السجن عقاباً لها على مكرها بأولاد أخيها الملك.