ركزت الدراسات والبحوث المحاسبية في بدايتها ومنذ الثلاثينات على تقديم حلول للمشاكل التطبيقية، اتجه الباحثين في المحاسبة إلى تقديم أساس نظري للمحاسبة وذلك لان الواقع والظروف الاقتصادية أصبحت تحتاج الى إطار نظري لتطوير المحاسبة وإيجاد حلول للمشاكل المعاصرة فيها. المحتوى: الفقرة 1: أهمية الأساس النظري لعلم المحاسبة هدف الفقرة 1: تهدف هذه الفقرة إلى بيان الجذور التاريخية لنظرية المحاسبة وتطورها، 1-1 مراحل تطور المحاسبة حيث يوجد حاليا قدر معين من المعرفة لدى الباحثين والتي من الغير المقبول الخروج عن إطارها المتعارف عليه، وهذا ما يفسر بط التطور المحاسبي.  المرحلـة الأولى: تكوين الجانب الفني في المحاسبة: تتميز هذه المرحلـة بتكوين الجوانب الفنية للمحاسبة،  المرحلـة الثانية: مرحلة الاهتمام المهني والأكاديمي في المحاسبة: بدأ الاهتمام منذ بداية القرن التاسع عشر بتطوير المحاسبة مهنيا وأكاديميا بسبب عدة عوامل أهمها: وبناء على ما سبق فإننا نلاحظ أن التطور في هذه المرحلة قد أصبح واضحا في المجال المهني، حيث كانت البداية في شكل تحليلات لنتائج المحاسبة المالية،  المرحلـة الرابعة: مرحلة الاهتمام بالمحاسبة عن المسؤولية الاجتماعيـة: أولا: المدرسة الفنية ينظرون أصحاب هذه المدرسة إلى أن المحاسبة على أنها تطبيقات لفنون وممارسات المحاسبين، إذ تركز هذه النظرية على الجانب العلمي و التطبيقي لتدوين الأحداث الاقتصادية والمعاملات الحالية، بالإضافة إلى تلخيص أو مراقبة القيود المسجلة في الحسابات واستخلاص الملاحظات المختلفة لحسن إدارة المشاريع التجارية و الصناعية" كما أن الطابع والشكل القانوني لملكية تلك المؤسسات كان فرديا. ثانيا: المدرسة العلمية بعد ظهور القيد المزدوج عام 1494 والذي يعتبر البداية الفعلية لهذه المدرسة، له مبادئ وأسس علمية وفلسفية نظرية ومجال منهج بحث علمي كباقي العلوم ومن مؤيدي هذه المدرسة نجد كل من FAURE GABRIEL الذي قدم تعريفا للمحاسبة بأنها "علم الحسابات، عالجت المدرسة العلمية بعض أوجه قصور المدرسة الفنية لكنها لم تخلو من بعض العيوب، ثالثا: المدرسة الحديثة ترى المدرسة الحديثة بأن المحاسبة هي علم وفن إذ تحكمها أسس ومبادئ وقواعد ومعايير وأصول وفرضيات وأهداف تتجسد في صياغة نظرية علمية يتم الاستفادة منها والاسترشاد بها في تطبيق الأنظمة المحاسبية في تحقيق الهدف العام للنظام المحاسبي المتمثل بإنتاج وخلق المعلومات المحاسبية للازمة لاتخاذ القرارات، إن هذه الأمثلة وغيرها تؤكد صحة الرأي القائل بأن المحاسبة هي أحد العلوم الاجتماعية لها أحكامها وأصولها، كما أنها فنا من الفنون التي تعتمد على طريقة فنية للتسجيل المحاسبي للأحداث والمعاملات الحالية والمعالجة لها بما لا يتعارض مع الأصول والمبادئ العلمية والقواعد الأساسية في المحاسبة، أين نقطة البداية؟ هل نبدأ بدراسة النظرية للدخول في التطبيق أم تنطلق من التطبيق للتوجه نحو صياغة النظرية؟ وللإجابة على هذا السؤال يتطلب تحديد هوية العلم فلسفيا وفكريا وتناول أساليب ومناهج البحث العلمي الملائمة لدراسة علم المحاسبة وصياغة أركان ومقومات وعناصر البناء النظري للمحاسبة. تماما مثل الأنظمة الاخرى، حتى يتم بناء وتكوين نظرية للمحاسبة يجب أن يكون هناك منهج لذلك، ثانيا: المنهج الاستنباطي فالاستنباطي قوامه العقل والتفكير المنطقي والاستقرائي قوامه الملاحظة والتجربة، وفي الاستنباطي يتم الانتقال من العام إلى الخاص أما في الاستقرائي فمن الخاص إلى العام. أي أن جوهر هذا المدخل هو مقدمات مسلم بها ثم استخراج نتائج من هذه المقدمات عن طريق الاستنباط المنطقي أو ما يسمى بالقياس. إن المنهج الاستنباطي في الأساس هو نوع من العمل الذهني العقلي، تعتمد صحة أي نظرية محاسبية يتم تطويرها من خلاله على مقدرة الباحث على تحديد مكونات العملية المحاسبية بشكل صحيح وربط هذه المكونات بطريقة منطقية. وفي مجال المحاسبة يتم تطبيق المنهج الاستنباطي كما يأتي:  حديد القيود والضوابط الخاصة بقياس واستخدام المعلومات المحاسبية؛  استنتاج المبادئ العامة والطرق والقواعد اللازمة للتطبيق،  استخلاص الطرق والقواعد اللازمة للتطبيق. من الناحية العلمية يصعب تطبيق كل من المدخل الاستقرائي و المدخل الاستنباطي بشكل مستقل، ففي المدخل الاستنباطي لا يمكن أن تكون جميع القضايا فرضية و إنما لابد من توفر معلومات عن الواقع و خبرة تساعد على اقتراح فروض مقبولة مبدئيا قبل البدء بعملية القياس العلمي إذن يبدأ المدخل الاستنباطي بالمقدمات الكبرى، و يرى أصحاب الاختصاص أن متطلبات التطوير في المدى الطويل تفرض استخدام المنهج العلمي الذي يربط بين الاستنباط و الاستقراء، فالمنهج العلمي يستند أساسا إلى الاستدلال المنطقي الذي قد يكون بدوره استدلالا استنباطيا أو استدلالا استقرائيا، وفي ظل المنهج العلمي يتم البحث عن المعرفة باستخدام كل من المنهجين السابقين مع التركيز عادة على الأول بالتركيز على التجربة. الفقرة 2: الإطار الفكري لنظرية المحاسبة 2-1 مفهوم نظرية المحاسبة والإجراءات التي تشكل في مجملها إطارا عامل لحقل من حقول المعرفة'، حيث تهدف النظرية بصفة عامة إلى تقييم وتفسير الظواهر موضوع الدراسة بالإضافة إلى التنبؤ بسلوك هذه الظواهر في ظل ظروف محددة مع توجيه السلوك بما يحقق القيم والأهداف المرجوة. باستعراض أدبيات المحاسبة نجد أن هناك اجتهادات متعددة لتعريف نظرية المحاسبة، ومن خلال ما سبق من تعاريف نجد أن التطبيق العملي للمحاسبة لا يكفي، بل يلزم لبناء علم المحاسبة إيجاد النظرية التي من خلالها يتم تفسير تطبيقاته المختلفة وتبريرها علميا، لا يمكن لأي أي نظام أن يتطور إلا إذا كان لديه أساس نظري قوي، حيث أن الممارسة يجب أن تغلف بنظرية سليمة، ولذلك فانه حتى منتصف القرن العشرين كان ينظر للمحاسبة على أنها مجرد فن، إلا انه وبعد ذلك بدأ التفكير في انه حتى يتم تطوير المحاسبة يتعين أن تكون هنا إطار نظري يساعد في ذلك، مثل مشكلة المحاسبة الاجتماعية ومحاسبة الموارد البشرية ومحاسبة التضخم . مما سبق يمكننا القول أن وجود نظرية المحاسبة ضروريا لعديد من الأسباب، نذكر منها: - يؤدي وجود النظرية المحاسبية بما تتضمنه من مقومات هيكلية تعتمد عليها إلى تكريس الكيان المادي والمعنوي لمهنة المحاسبة ويضعها في مضاف العلوم الاجتماعية المتقدمة؛ والعروض والمفاهيم التي تقوم عليها. 2-3 النظريات المحاسبية بصفة عامة ليس هناك نظرية مقبولة عموما للمحاسبة، حيث يوجد العديد من النظريات المحاسبية بالرغم من وجود محاولات منهجية بذلت من جانب العديد من الهيئات الدولية لوضع نظرية شاملة للمحاسبة، فالهدف الرئيسي من نظرية المحاسبة ينبع من ذلك التعريف ويتمثل في توفير مجموعة متناسقة من المبادئ المشتقة منطقيا والتي تخدم كإطار عام كمرجعية لتقييم وتطوير الممارسات المحاسبية. وبسبب تلك الاختلافات أصدرت لجنة منبثقة من المعهد الأمريكي للمحاسبة (AAA) عن المفاهيم والمعايير الخاصة بالتقارير المالية بعض النتائج: 1- عدم وجود شيء وحيد يحكم نظرية المحاسبة يعتبر واضحا بشكل كافي للدرجة التي من شأنها يتم تضمين كافة مستويات توصيفات المستخدم والبيئة بفعالية؛ 2- ليس هناك في أدبيات المحاسبة نظرية واحد للمحاسبة، وإنما يوجد تجميع لنظريات يمكن تنظيما للحد من الاختلافات في توصيفات المستخدم والبيئة، لقد تم إعطاء تأكيد أكثر من اجل استنتاج نظرية معينة من ممارسات المحاسبين، أي أن المحاسبة هي ما يقوم به المحاسبة من عمل، تتشكل نظرية المحاسبة بشكل محور بناء على الخبرة، حيث أن المدخل الاستقرائي قد منج تأكيد أكـــــــــبر، واعتبر المحاسبون أن التنظير يعتبر مجرد عملية يجب أن تلي وتتبع بدلا من أن تسبق الممارسة، ومن أهم النظريات المحاسبية نجد:  استمرار المؤسسة؛  التحقق والدليل الموضوعي بهدف تقييم حقائق مدعمة بالأدلة والمستندات من خلال دور مهنة المحاسبة القانونية. تقضي منطقة الفكر العلمي بضرورة أن يعتمد الإطار الفكري لمحاولة تنظير المعرفة المحاسبية طبقا للمدخل الإيجابي على إستراتيجية موحدة تهتم بالأبعاد المنهجية للبحث العلمي اللازم توافرها لتحقيق كل من الصلاحية الداخلية والصلاحية والخارجية لنتائج البحث. بينما تشير الصلاحية الخارجية إلى مدي إمكانية الوصول إلي حلول تطبيقية للمشاكل العملية المرتبطة بالظاهرة محل البحث بصور لا تعارض ظروف الواقع ومن ثم تصبح تلك الحلول قابلة للتعميم علي مستوي الممارسة والتطبيق العملي. وذلك بغرض تقديم توافر الاتساق المنقي بين عناصر ذلك الإطار، وبما يضمن عدم وجود تناقض بين علاقات الظواهر المحاسبية المستمدة من مشاهدات الواقع طبقا لمنهج الاستدلال الاستقرائي الذي تستند إليه، لذلك وحسب ما سبق فانه هناك حاجة كبيرة لنظرية المحاسبة المعيارية وذلك لوجود رغبة في اختبار صحة او تقييم الممارسات المحاسبية بجنب تقييم وتطوير الممارسات المحاسبية فإنها توفر أساس منطقي لدراسة المحاسبة، إلا أن هذه النظرية تعتمد على تقرير الحكم عما هو جيد وعما هو سيئ، مما سبق يمكن القول بأنه ليس هناك نظرية محاسبية واحدة شاملة، ولكن توجد هناك كثير من النظريات، وفي ظل وجود طبيعة معقدة لظواهر وقضايا المحاسبة فان كلا المدخلين سوف يستمران في التبني والاختيار من اجل تكوين نظرية المحاسبة، فالمنهجية الوصفية سوف تحاول أن تبرر بعض الممارسات المحاسبية التي يبدو أنها مفيدة، 2-4 مشكلات بناء نظرية المحاسبة تواجه عملية بناء نظرية المحاسبة مشكلات متنوعة أهمها:  مشكلة عدم تحديد المفهوم العلمي للمحاسبة: فكل يعرفها حسب رؤيته الخاصة وفهمه لدورها، يعبر المدخل عن تصورات أولية ورؤى خاصة بالباحث حول دور النظرية ووظائفها ومكوناتها.  مشكلة تحديد المنهجية العلمية المناسبة لبناء نظرية المحاسبة: المنهج العلمي يستوجب تطبيق المنطق كظاهرة مشتركة لكل معرفة علمية، كما أنه يمثل الخطوات والمراحل والأعمال الواجب إنجازها للوصول إلى تلك الحقائق. فإذا رسمت تلك الخطوات والمراحل في تسلسلها والأدوات المستخدمة فيها بشكل غير منطقي، أي حسب رغبات الباحث والفلسفة التي يتبناها مسبقا لكشف الحقائق، فإن النتائج التي هي مكونات النظرية لن تكون علمية. 2-5 أسس نظرية المحاسبة حيث يجمع الباحثين على أن نظرية المحاسبة تأثر بمجموعة من النظريات هي: وخلال السنوات العشرين الماضية تغير الموفق الاجتماعي والاقتصادي وتطورت تقنية المعلومات والمناهج الكمية والعلوم السلوكية وتحول التركيز من نظرية الدخل إلى نظرية القرار، 1- إدراك المشكلة او الحاجة إلى قرار؛ 2- تحديد الحلول البديلة للمشكلة؛ 3- جمع كل المعلومات المتعلقة بتلك الحلول البديلة؛ 6- المصادقة على القرار بواسطة التغذية العكسية للمعلومات النظرية والمحاسبية. - يوفر المحاسب مواد المعلومات لصانعي القرارات؛ 1- ما هي الأحداث او الأشياء التي يجب أن يتم قياسها؟ 2- ما هو المعيار او النطاق الذي يجب أن يتم استخدامه؟ 3- ما هي الأبعاد التي يجب أن ترتبط بوحدة القياس؟ إن الأشياء او الأحداث المختارة للقياس يحب يجب أن تعكس أهداف قرارات الأعمال بوضوح وبدون أي عشوائية، وعموما فان متخذ القرار يركز على سمتين رئيسيتين في القياسات هما: ثالثا: نظرية المعلومات ملخص المقطع 1:  تطورت المحاسبة مع تطور الحاجة إلى البيانات المحاسبية لخدمة نماذج متعددة من المستخدمين، لذلك فهي قديمة قدم الزمان وتطورت مع تطور الحاجة لمعلومات تساعد في اتخاذ القرارات؛  المحاسبة وسيلة وليست غاية ولقد تطورت هذه الوسيلة في مراحل متعددة حيث أن لكل مرحلة من هذه المراحل خصائصها ومميزاتها،