الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية بفضل عوامل طبيعية وبشرية وتنظيمية متكاملة. تتجلى هذه القوة في عدة مجالات: اقتصادي، حيث تسيطر مؤسساتها على ثلث الشركات العالمية الضخمة، ويُستخدم الدولار في نصف مبادلات العالم؛ وعسكري، بفضل قوتها العسكرية الضخمة، وتحالفاتها الدولية كالناتو؛ وثقافي، كمنتج أول عالميًا للإنتاج السمعي البصري (%75)؛ ومعلوماتي، حيث تحتل الصدارة في إنتاج واستهلاك المعلومات عالميًا (%61.5 إنتاجًا و %49.6 استهلاكًا)؛ وتكنولوجي، بريادتها في الصناعات الفضائية (ناسا). وتعزى هذه القوة لمؤهلات طبيعية تتمثل في موقعها الجغرافي المتميز، ومساحتها الشاسعة (9.6 مليون كلم مربع)، وتنوع تضاريسها (جبال روكي، جبال الأبلاش، سهول)، وتنوع مناخها (قاري، جاف، شبه مداري)، وثرواتها الباطنية الهائلة (فحم، بترول، غاز، معادن). كما تتمتع بمؤهلات بشرية، كتكتلها السكاني الضخم (281.5 مليون نسمة سنة 2001)، وارتفاع نسبة السكان النشيطين (%66)، وارتفاع متوسط الدخل الفردي، ووجود يد عاملة ماهرة ومؤهلة. وتتمتع بمؤهلات تنظيمية، كفعاليتها السياسية (ديمقراطية اتحادية) واقتصادية (رأسمالية ليبرالية)، وتعدد متدخلّيها في وضع السياسات الاقتصادية. كما تمتلك مؤهلات عسكرية، تتمثل في عدد جيوشها الضخم (أكثر من 7 ملايين جندي) وتجهيزاتها المتطورة. يُعزى قوة اقتصادها لقطاعاتها الفلاحية (ذرة، قمح، حوامض، قطن، أبقار، أغنام، خنازير) التي تستفيد من الظروف الطبيعية الملائمة، والتقدم العلمي، والتقنيات الحديثة، واستثماراتها الكبيرة، وقوة صناعتها التحويلية، وسوق استهلاكها الهائلة، مُشكلة قطاعًا مُركّبًا يُسمى "أغروبزنيس". كما تستفيد صناعتها من ثرواتها الباطنية، والتقدم العلمي، ودعم الدولة، وارتفاع الاستثمارات، وكفاءة اليد العاملة، مُحققة مكانة عالمية متقدمة خاصة في الصناعات العالية التقنية. أما قطاع التجارة والخدمات، فيُعتبر حيويًا (%73.3 تشغيل، %71.3 ناتج داخلي خام)، لكن ميزانها التجاري يعاني عجزًا. رغم قوتها، تعاني الولايات المتحدة من مشاكل طبيعية (أعاصير، فيضانات، أمطار حمضية)، واقتصادية (منافسة خارجية، تضخم الإنتاج، عجز الميزان التجاري)، واجتماعية (بطالة، فقر، تمييز عنصري)، وسياسية (استياء من تدخلاتها السياسية والعسكرية). تبقى الولايات المتحدة القوة الأولى عالميًا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجه اقتصادها.