منهجية علم الاقتصاد وأهمية دراسته لقد أصبح الإلمام بأساسيات علم الاقتصاد ضرورة ملحـة في عالمنـا المعـاصر، إذا أصـبحت قضايا الاقتصاد تشغل حيزا كبريا من حياتنا اليومية فكثريا ما تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام بأخبار وتحلـيلات حـول أزمـة الاقتصـاد العـالمي أو قضـايا التتمـة (الاقتصـادية) أو التكامـل والتعاون (الاقتصادي) وغريها نظرا لما تتميز به الظواهر الاقتصادية مـن تعقيـد رأى العلـامء أن من المفيد التعبري عن السلوك الاقتصادي أن من المفيـد التعبـري عـن السـلوك الاقتصـادي بنموذج عند بناء النموذج يعتمد علامء الاقتصـاد عـلى افتراضـات تسـتبعد التفاصـيل قليلـة الأهمية، وتخفض من تعقيد السلوك الاقتصادي الذي تـتم دراسـته، أمـا المتغـريات المسـتقلة فهي التي تصف ذلك السلوك الاقتصاد. لقد قمت بالحديث عن منهجية الاقتصاد وأهمية دراسته وذلك مـن خـلال عـرض نشـأة علم الاقتصاد وتعريفه والمهمة الأساسية لعلم الاقتصـاد وتطـور علـم الاقتصـاد وعلاقـة علـم الاقتصاد بالعلوم الأخرى وأهدافه ثم بعد ذلك على للمشكلة الاقتصادية وأسبابها وعناصرهـا وكيفية حل المشكلة الاقتصادية والتحليل لهذه المشكلة. - نشأة علم الاقتصاد: إن الاقتصاد قديم منذ بدايات التاريخ منـذ أن كانـت شريعـة حمـورايب تنـادي بالوصـايا الأخلاقية ذات الطابع الاقتصادي، ولكن عموما يشري التاريخ الاقتصادي أن أول محاولة قامت في تاريخ الفكـر الاقتصـادي تلـك التــي قـام بهـا الفيلسـوف الإغريقـي اكزينوفـون في كتابـة الاقتـصـاد ومن بعده، وبثوا في جانب الاقتصاد الكلي ونادوا بفكر الشيوعية الارستقراطية كام حارب أفلاطون تجمع الرثوة والاقتراضبالفائدة والتجارة وتراكم الفائض النقدي. ُويعرف الاقتصاد في معظم الأدبيات الاقتصادية بأنه الآلية التي يتم من خلالهـا استخدام المـوارد الإنتاجيـة: العمـل والأرض والمعـدات والآلات والمـوارد الطبيعيـةوالاختراعات والتكنولوجية وذلك بهدف إشباع رغبات وحاجات الأفـراد المختلفـة في المجتمـع وفي الاتجاه المقابل تسـتخدم القواعـد والتعلـيامت والأنظمـة والمؤسسـات لتنظـيم وتنسـيق النشاط الاقتصادي حول كيفية امتلاك واستخدام تلك الموارد في الدولـة وهـو الـذي يختلـف باختلاف الدول والأنظمة الاقتصادية في المجتمعات وبناء على ما سبق فإن مفهوم الاقتصاد لا ً يختلف كثريا عن مفهوم علم الاقتصاد. تتعد التعريفات لعلم الاقتصاد فقـد عرفـه آدم سـميث في كتابـه "ثـروة الأمـم" أن علـم الاقتصاد هو العلم الذي يدرس الكيفية التي متكن الأمة من أن تصبح غنية. أما الاقتصادي بيجو فقد عرفـه بأنـه العلـم "الـذي يـدرس الرفاهيـة الاقتصـادية" وهـذه الاقتصادية تبحث في كيفية تحقيق الإشباع لشخص معني دون المساس مبستوى إشباع الأفـراد الآخرين ً وعرف أيضا بأنه علم اجتامعي يـدرس كيـف ينخـرط أفـراد ومـنظامت المجتمـع في عمـليات الإنتاج والتوزيــع والاستهلاك للسـلع والخدامـات. والبعض عرفه على أن علم الاقتصاد هو احد العلوم الإنسانية، ولهذا فان علـامء الاقتصـاد وفلاسفته مل يجمعوا على تعريف واحد ولـذا نسـتطيع القـول أن سـبب عـدم الإجـامع عـلى تعريف واحد لعلم الاقتصاد يعود إلى عاملني: -1علاقة علم الاقتصاد بالسلوك الإنساين غري المستقر -2تطور الأوضاع المعيشية والظروف الاجتامعية. وخدمات مفيدة ونافعة للمجتمع وهذه الموارد على الرغم من اختلافهـا فهـي محـدودة بـل ميكن القول أنها متزايدة وباستمرار. إن المشكلة الاقتصادية الأساسية هي الندرة والتـي تعـرف عـلى أنهـا الموازنـة بـني الرغبات ووسائل إشباع تلك الرغبات فهذه المشكلة قدمية حديثة تواجـه المجتمعـات الغنية والفقرية على حد سواء، فعلى سبيل المثال ميتلك الاقتصاد الأمرييك كميـات كبـرية مـن الرثوات لكنه غري قادر على إشباع رغبات وحاجات أفراده مت ً اما والاقتصاد البريطاين والاقتصاد الفرنسي والصيني والأردين، جميعها أيضا غري قادرة على إشباع حاجات ورغبـات أفرادهـا لأن معدل منو هذه الحاجات والرغبات أرع واكبر من منو الموارد المستخدمة فيها. - تطور علم الاقتصاد: لو استعرضنا تاريخ الفكر الاقتصادي لوجدنا أن أبرز الشواغل التي شغلت الإنسانية منـذ أن عــرف الحيــاة في إطــار التكوينــات الاجتامعيــة المختلفــة ذلــك الصراع المتصــل بينــه وبــني الطبيعــة المحيطــة بــه في محاولتــه للوصــول إلى حــل مــا اصــطلح عــلى تســميته بالمشــكلة الاقتصادية. ولقد تبلور هذا الفكر في عصور متعاقبة يتأثر علامؤه بأفكار سابقتهم ثـم يضـعون نتـاج جهودهم أمام من يليهم حتى جعلوا من الاقتصاد علامء له أطره التي معالمه. لكن علم الاقتصاد مل يظهر كعلم من العلوم بالشروط المحددة للعلم بـالمعنى الواسـع إلا ً في تاريخ حديث نسبيا لاحق للقرن السادس عشر وقد اختلف العلامء في تحديد النقطة التي بدأ منها علم الاقتصاد فمنهم من قال انه بدأ بكتاب آدم سميث "ثـروة الأمـم" عـام 1776م وعند آخرين يبدأ بكتاب كانتيلون "بحث في طبيعة التجارة بصفة عامـة" عـام 1730م وعنـد آخرين يبدأ بكتابات وليام بتي -1623 1687م ويعتبرونه مؤسس علم الاقتصاد السياسي غـري أن التفكري الاقتصادي ظهر قبل هذه التاريخ. وتنقسم مراحل علم الاقتصاد إلى: -1 مدرسة التجاريني: سيطرت أفكار هذه المدرسة منذ أواخر القرون الوسطى إلى ما يقرب مـن منتصـف القـرن الثـامن عشر فقـدت أدت الاكتشـافات الجغرافيـة إلى فيها أفكار المدرسة التجارية بأن التجارة احتلـت المكـان الأول في التفكـري الاقتصـادي وقد كانوا يرون أن مركز الدولة وقوتها يتحدد مبقدار ما متلكـه مـن معـادن نفيسـة فكانــت سياســتهم الاقتصادية تهتم الدولة بقوة وعظمتها بيـنام رفاهيـة الفـرد مل تكـن مـن أهـدافهم. فكانـت مدرسة نقدية (تهتم بالمعادن وتراكمها) وكانت مدرسة وطنية أو قومية (تهتم مبصالح الدولة القومي) ومدرسة تدخلية (لأنها تؤمن بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي). -2 مدرســة الطبيعيــني: بعــد أن قامــت الدولــة وتــداعمت أسســها الاقتصــادية ظهــرت ً باعتبارهام جزءا من القانون الطبيعي. وكان تفكري الطبيعيني ان الظواهر الاقتصادية يسـيطر للإنتاج ونادوا بالحريـة الاقتصـادية وعـدم التـدخل واعتـبروا مـا عـدا الزراعـة مـن الأنشـطة كالصناعة والتجارة عقيمة غري منتجة. -3 مدرسة التقليدين ( أو الكلاسيك ): أن الكثري من أسس هذه المدرسة الفكرية وضـعه آدم سميث الذي تأثر بكتابات سابقيه كام بـرز مـن مفكريهـا العظـام " ريكـاردو" وخلاصـة تفكري هذه المدرسة أن النظام الطبيعي هـو الـذي يسـيطر عـلى الظـواهر الاقتصـادية إلا ان المنفعة الشخصية هي التي تقود الإنسان في تصرفاته كام وان مفكري هـذه المدرسـة دافعـوا عن الحرية الاقتصادية واعتبروا أن قوة الدولة ليست في مقدار ما متلكه من الذهب والفضـة وإمنا في مقدار ما متلكه من قوة عاملة وإنتاج ويقررون مبدأ الانسجام بني سعي الأفراد وراء مصالحهم الخاصة وبني مصلحة الجامعة. -4المرحلة الحديثة: وفي هذه المرحلة يهتم المفكرون بالإضافة إلى ما سبق مبشاكل التنمية وحل مشاكل البطالة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية التي أصبحت ظواهر في اقتصاديات الدول الرأساملية الحديثة وهي ظاهرة التضخم وظـاهرة الكسـاد وكيفيـة معالجتهـا وتشـمل أيضـا بنجد أن بعض الطلبة الذي يدرسون الاقتصاد لأول مرة يواجهون صـعوبة في تلـك المـادة ويعزون تلك الصعوبة في أحيان كثرية إلى الصبغة الغالبة فيها فهم يرون أن نظريات الاقتصاد تعتمد على افتراضات غري واقعية أحيانا بالإضافة إلى اعتامد الاقتصـاد عـلى التجريـد النظـري ويتساءل بعض طلبة الاقتصاد عن الجدوى مـن تلـك النظريـات وعـام إذا كـان مـن الأفضـل الانطلاق من حقائق الحياة وتفسريها.