للنزاع القائم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيران حول جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى تأثير مباشر في الاستقرار الإقليمي بمنطقة الخليج العربي. ويعود هذا بصفة أساسية إلى الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به هذه الجزر، حيث تقع للخليج داخل مضيق هرمز. البحريين. العربي، ثم إلى الشمال من هاتين الجزيرتين، أما الممر الممتد نحو الشرق من الخليج العربي والمتجه نحو مضيق هرمز فهو يمر إلى الجنوب من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وينعطف نحو الشمال الشرقي في اتجاه مضيق هرمز عن د نقط ة إ لى الجنوب من جزيرة طنب الكبرى مباشرة. أبوموسى على بعد أميال قليلة إلى الجنوب من الممر البحري المتجه نحو الشرق. ويهدف استخدام هذين الممرين البحريين إلى ضمان بقاء السفن التجارية في مياه عميقة بالقدر الكافي، وأن تتجنب الاصطدام أو الازدحام. تشحن أغلب الصادرات النفطية من منطقة الخليج العربي عن طريق الناقلات التي وبنهاية سبعينيات القرن العشرين كانت دول الخليج وهي كمية تساوي 90 % من إنتاجهم ونحو ثلث الإنتاج العالمي الكلي البالغ 60 مليون برميل في اليوم. 2 وعندما أثبتت الهجمات التي وقعت خلال الحرب الإيرانية العراقية قابلية تعرض هذا المسار للخطر، نحو 13 مليون برميل في اليوم، 5 مليون برميل في اليوم. 4 ومع ذلك، فسوف تصبح الممرات البحرية التي تخترق الخليج العربي وتمر بالقرب من هذه الجزر هي الطريق الحتمي لنقل القدر الأعظم من صادرات نفط الخليج العربي خلال المستقبل المنظور. حملت الناقلات 21 مليار متر مكعب من صادرات الغاز الطبيعي المسال من دول الخليج العربي في عام 1999 عبر هذا المسار، وهي كمية تعادل كل العربي المتزايدة من البضائع العامة عبر مضيق هرمز إلى الموانئ الخليج العربيية. 1980 ، دخلت 12 مليون طن من الواردات إلى منطقة الخليج العربي عبر هذا المسار، تعادل 30 % من الواردات الإجمالية لدول الخليج العربي. مليون طن من الواردات عن طريق هذا المسار إلى موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها. 6 وبصفة عامة، تحتل مواقع استراتيجية تسهل عملية مراقبتها وحمايتها أو اعتراض هذه التجارة المهمة في النفط والغاز والبضائع العامة. تقع جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى ضمن مسافة قريبة نسبياً من حقول النفط والغاز البحرية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويقع حقل مبارك للنفط ضمن المياه الإقليمية لجزيرة أبوموسى، على مقربة من جزيرة أبوموسى، وكذلك الحال بالنسبة إلى حقول الغاز التابعة لإمارتي الشارقة وأم القيوين. ويقع حقل نفط البيح وحقول غاز بخا وبخا الغربي وصالح على مقربة من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى. 7 إن موقع هذه الحقول يجعل الجزر مواقع انطلاق محتملة للاستيلاء على حقول النفط والغاز الإماراتية ومهاجمتها أو تخريبها. ومنذ عام 1971 ، حينما قامت إيران في عهد الشاه بالاستيلاء بالقوة على جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى من إمارة رأس الخيمة، ونجحت في حمل إمارة الشارقة على تمكنت إيران من السيطرة على جميع الجزر الواقعة على طول هذه الممرات البحرية والقريبة أيضاً من حقول النفط والغاز وفي الفترة 1986 1988 ، خلال السنوات الأخيرة من الحرب الإيرانية استخدمت إيران مواقعها على الجزر الثلاث لشن هجمات على سفن النقل في وبذلك أثبتت كيف يمكن للسيطرة على هذه الجزر الاستراتيجية واستخدامها أن تهدد الاستقرار في هذه المنطقة. ومنذ تلك الفترة، وخاصة منذ عام 1992 ، التي أبرمتها مع الشارقة بشأن جزيرة أبوموسى؛ ضمنها الجزء التابع لإمارة الشارقة من جزيرة أبوموسى، وزودتها بالأسلحة، كما قامت بتطوير قدراتها المحتملة لاستخدام الجزر بهدف التدخل بفاعلية أكبر واعتراض حركة الملاحة البحرية ومهاجمة حقول النفط. العربية المتحدة حول السيادة على الجزر الثلاث، والتحكيم الدوليَّين. إن استخدام إيران السابق لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، مصدراً للقلق ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أيضاً،