ظلّ قطاع النفط حتى منتصف الخمسينات يغلب عليه طابع )الجزيرة الإقتصادية ا�نعزلة( ا�نقطعة الصلة بغيرها من قطاعات الإنـتـاج المحـلـيـة من الأقطار العربية النفطية )٤٢(. وأول ما كان للنفط من انعكاسات على الأوضاع الإقتصادية العربية هو الزيادة الكبيرة �ا للدول النفطية العربية من وزن نسبي في الناتج المحـلـي الإجمالي للدول العربية� وهذا التزايد في الوزن النـسـبـي قـد جـعـل الـقـوة الإقتصادية للدول النفطية تزداد داخل الوطن العربي� واقترن هذا التطور بازدياد التباين الهيكـلـي بـ� الإقـتـصـادات الـنـفـطـيـة الـعـربـيـة مـن نـاحـيـة� واقتصادات الدول العربية غير النفطية من ناحيـة أخـرى� وذلـك مـن عـدة جوانب� أهمها ضخامة التفاوت النسـبـي بـ� الأقـطـار الـعـربـيـة مـن حـيـث مستوى نصيب الفرد من الناتج القومي فيها� وتزايد التفاوت ب� مستويات وأ�اط الإستهلاك ب� الأقطار العربية بسبب التفاوت في ا�دخول� وانقسام وعلى الرغم �ا تضمنه هذا الوضع نظريا من إمكانـات لـلـتـعـاون بـ� الأقطار العربية سواء انطلاقا من مفهوم العروبة� أو باعتبار أن كافة هذه الأقطار-نفطية وغير نفطية-تصنف ضمن قائمة البلدان النامية في العالم التي ما زالت تعاني من مشـاكـل الـتـخـلـف الإقـتـصـادي والإجـتـمـاعـي� فـإن الشواهد ا�تاحة تشير بوضوح إلى أن هذا الإنقسام قد لعب-على العكس- تطابقت حدوده مع حدود انقسامات أخرى� إذ يرى البعض أن النفط-بغض النظر عن آثاره الإيجابية على الوطن العربي-قد أسهم عن طريق الإنقسام ٤٤( ّ الأقطار العربية النفطية وغير النفطية� زادت التناقضات بينها . 31 وتصبح قيمة العمل وما دام العمل� والبذل� والتعليم� ليست �سالك للصعود في كل الحالات� فمعنى ذلك إحلال الإستسهال محل الجد� وهذا يتبدى لا من مجرد ا�سلك اليومي للبشر� وإ�ا يتجسد في الإستثمارات الشائعة� في الأعمال ا�صرفية وا�ضاربات. ويتدرج مثل هذا التوجه من القضايا الشخصية� حتى أنه �كن أن يصل إلى القضايا القومية وا�صيرية� ليصيبها بنفس النظرة والتعامل� ومن الناحـيـة الأخـرى عـنـدمـا يـشـيـع الإسـتـسـهـال وتـتـصـدر الـوسـاطـة يـصـبـح الـشـخـص مـوضـوع الـتـعـاطــف والــعــطــف هــو الشخص(ا�تمسكن )لا ا�تحدي� ا�واجه� الجريء� الشجاع� �ا يصاحـبـه لا مجرد إشاعة السلبية� بل إصابة الأشخاص بالعجز وفقدان الثقة لا في