لفن أو الفنون هي نتاج إبداعي إنساني، وليس تعبيرا عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أن بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام. ويُعتبرُ الفنُّ نتاجٌا إبداعيّاٌ للإنسان حيث يشكّل فيه الموادَّ لتعبّـر عن فكره، وأشكال يجسدها في أعماله. المعنى الدلالي لكلمة(فن) أو التأليف، أو التلحين وهذه تعبيرٌ عن الموهبة الإبداعية في العديد من المهارات الفنية، والبشر بدؤوا في ممارسة الفنون منذ 30 ألف سنة. وكان الرسم يتكون من أشكال الحيوانات، وعلامات تجريدية رمزية فوق جدران الكهوف. والأصباغ. "الفن" هو التّعبير الجماليّ عن فكرة أو ذوق معيّن، إلخ، فكلّ هذه فنون لها ميادينها الخاصّة بها، (بصمة النّفس الإنسانيّة). ولعلّ الوظيفة الرئيسة للفن هي تهذيب النّفس البشريّة، و الارتقاء بها إلى أعلى مراتب التعبير الجماليّ. وعادات الرقص، أو من الاحتفالية، وكان التوتم يُـزخرف بالنقش ليرويَ قصة أسلافه، أو ثقافتها. أو مواعظَ، ودروس تثقيفية. الكثير من الشعوب كانت تتخذ من الفن وسيلة لنيْـل العون من العالم الروحاني في حياتهم. وفي المجتمعات الكبرى كان الحكام يستأجرون الفنانين للقيام بأعمال تخدم اتّجاههم السياسي، فلقد كانت الطبقة الراقية تُـقبل على الملابس، والمشغولات المعدنية الخاصة بزينتهم إبان القرنين 15م. و16 م. لتدل على وضعهم الاجتماعي، أو إشهاري، وإنْ كان هذا نسبيا، وأخرى غير موضوعية، لا يتّسع مجال هذا الكتاب لعرْضها، تعدّدت أنـــــــواع الفنون والنحت، وهناك فنون كالموسيقى، وهي تشمل فن السينما، وفن الفيديو، والزخرفة، والطبخ، والفنون الغير مادية نجدها في الموسيقي، والنحت، والعمارة، وأعمال يدوية وغيرها من الأعمال المرئية. إن الفنّ بالمعنى العام هو جملة القواعد المُتّبعة لتحصيل غاية معيّنة: جمالا كانت، أو خيرا، فإذا كانت هذه الغاية هي تحقيقَ الجمالِ، سُمّي بالفنّ الجميل، وإذا كانت تحقيق الخير سُمّي الفنّ بفنّ الأخلاق، قديما. لئن كان المصطلح القديم في العربية يعني بكلمة "الفن" "صناعة" فكل ما اقترن بكلمة "فن" وبخاصة ما له علاقة بالفنون الجميلة كالخط، والشعر مثلا عرّفه المسلمون والعرب "بالصناعة"، حيث كانوا يقولون "صناعة الأدب"، "صناعة الشعر ". والخط، والزخرفة، والتزويق، والبناء، في العصر الحديث، نجد للفن معنيين كما يشير إلى ذلك معجم لالاند الفلسفي: ـــ معنى عام يشير إلى مجموع العمليات التي تُستخدم عادة للوصول إلى نتيجة معينة. ـــ ومعنى جمالي أو استيطيقي يجعل من الفن كلَّ إنتاج للجمال يتحقق في أعمال يقوم بها موجودٌ واعٍ، أو متصفٌ " بالشعور" هو الفنان، فالفن بالمعنى الأول كما قال «راموس» هو مجموعةٌ من المبادئ العامة الحقيقية، النافعة، المتوافقة، التي تؤدي في جملتها إلى تحقيق غاية واحدة بعينها. معانيى الفن لدى بعض المفكرين والفن بهذا المعنى، وما يقوم في مقابل «الطبيعة» من جهة أخرى، بوصفها قدرة فاعلة تنتج من دون وعي أو تفكير. وأما الفن بالمعنى الثاني، فهو عملية إبداعية تـنْحو نحو غايات جمالية (استيطيقية)، في حين يستند العلم إلى غائية منطقية، على حد تعبير لالاند. إن الفن في رأي العديد من الفلاسفة وعلماء الفن والجمال هو نشاطٌ يجعل للمتعة صفة «النزاهة الخالصة» التي لا تشوبها شائبة من أغراض، أو مصلحة. وربما كان هذا أيضا هو المعني الذي قصد إليه المفكر الألماني «Lange» حينما عرف الفن بقوله: وغيره بلذة قائمة على الوهم (illusion) من دون أن يكون له أي غرض شعوري يرمي إليه سوى المتعة المباشرة». وشبيه بهذا التعريف أيضا ما ذهب إليه الفيلسوف الإنكليزي شلّي (Sully) حينما يقول: «إن الفن هو إنتاجُ موضوعٍ له صفة البقاء، يكون من شانه توليد لذة ايجابية لدى صاحبه من جهة، وإثارة انطباعات ملائمة لدى عدد معين من النظارة، أو المستمعين من جهة أخرى، بغض النظر عن أيّ اعتبار آخر قد يقوم على المنفعة العملية، أو الفائدة الشخصية». «إن الفن في أصل اللغة: هو الخطّ واللون، ومنه التفنين بمعنى التزيين، والتزويق، والأفانين بمعنى الفروع أو الضروب، والفن الصحيح هو الذي يهيئ اللقاء الكامل بين الجمال والحق، والحق هو ذروة الجمال، وهذا الإمام عبد الحميد بن باديس يقرّب إلى أذهاننا مفهوم الفن وهو يتحدّث عن الفن الأدبي. الفن هو إدراك صفات الشيء على ما هي عليه من حُسْنٍ، وقُبْحٍ إدراكا صحيحا، والشعور بها كذلك شعورا صادقا، والمطابقة للحال، من ذلك يتّضح أن الفنّ هو تحويلٌ للواقع بواسطة أساليب تعبيرية، وأدائية من نوع خاص، أو عملية رمزٍ، أو هروب من الواقع، أو تسامٍ عليه، فلا يهمّ ذلك. إن الفنون نتاجاتٌ إنسانية ضرورية تفرضها ضرورات غريزية في النفس البشرية، كما أنها أداة لصناعة الجمال والتزيين لشتّى مناحي الحياة الإنسانية. وتربية ذوقه، وحسّه الجمالي. فهو يحسّ في أعماقه بالانجذاب إليها، والجمال، ووسيلة لحفْظ الهويّة حيث يمثل الفن جزءاً من ثقافة أي أمة من الأمم. وقد عرفت الثقافة الإسلامية فنوناً قولية وشعبية انتشرت في البلاد العربية والإسلامية وخاصة فنون الشعر الغنائي، والنثر الفني، والسير الشعبية، والقصص الخيالية، والرسم،