سلطنة عمان في محيطها العالمي المسيرة التنموية والاقتصادية في سلطنة عمان فقد جاءت انطلاقتها منذ عام 1970م وفقاً لرؤية متكاملة للتنمية بمفهومها الشامل الذي يؤكد بأنها اي -التنمية- ليست غاية في حد ذاتها، وانما وسيلة من اجل بناء الانسان الذي يعتبر اداتها وصانعها وهو ما تبناه السلطان قابوس عندما اكد في بداية الانطلاقة بأن مسارات هذه التنمية يجب ان لا تتوقف عند مفهوم تحقيق ثروة مادية وبناء اقتصاد متنوع بل عليها ان تتعدى ذلك الى تكوين المواطن القادر على الاسهام بجدارة ووعي في مسيرة النماءوالبناء الشامل. وانطلاقاً من هذه الرؤية الحكيمة والشاملة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد استطاعت عجلة التنمية في ربوع هذا البلد العربي الشقيق ان تحقق قفزة تنموية نوعية في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات. فكانت خطة التنمية الخمسية السادسة في عمان -2001 -2005 ملبية لتلك التطلعات والاهداف التي حملها الشعب العماني وقيادته، اذ وضعت من اولوياتها تحقيق معدل نمو سنوي لا يقل عن 3% في الناتج المحلي الاجمالي، مستهدفة ضمان استقرار متوسط الدخل الحقيقي للفرد عند مستواه الحالي كما سعت الخطة الى تنويع مصادر الدخل القومي، وتحقيق المزيد من الانجازات في مجال التنمية البشرية، واعطاء دفعة لسياسات التخصيص ووضعت في اعتبارها مجموعة المتغيرات الحاصلة على الصعيد العالمي وعلى اساس ذلك المنهج المدروس للتنمية انطلقت مسارات البناء والتطوير في سلطنة عمان الشقيقة لتشمل مختلف المجالات سواء في مجال التعليم او الرعاية الصحية او التأمينات، والضمان والرعاية الاجتماعية مستهدفة في مجمل اتجاهاتها تحسين وضع المواطن العماني اجتماعياً ورفع مستوى معيشته وثقافته. واذا ماسلطنا الضوء بالارقام الى بعض الانجازات المحققة على ارض الواقع خلال الاثنين والثلاثين عاما الماضية يمكن ايجازها بالترتيب على النحو الاتي : في المجال الصحي يوجد في السلطنة 48 مستشفى منها 13 مستشفى مرجعياً تضم 4491 سريراً بالاضافة الى 122 مركزاً صحياً. ورافق التطورات الكبيرة في مستوى الخدمات الصحية والتجهيزات زيادة في إعداد الكوادر العمانية المتخصصة سوأ كأطباء او هيئات تمريض او فنيين في المختبرات وكان من ثمار تلك الجهود تحقيق مؤشرات صحية عالمية في المجالين العلاجي والوقائي اشادت بها الهيئات والمنظمات الدولية. كما اشاد تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن تحليل النظم الصحية في 191 دولة في العالم بجهود السلطنة في الجانب الصحي وتم وضعها في المركز الاول في كفاءة النظام الصحي، وحسن استخدام الموارد المالية في الخدمات الصحية وفي المرتبة الثامنة من حيث توفير افضل رعاية صحية على مستوى العالم. نهضة تعليمية سلطنة عمان في محيطها العالمي وفي المجال التربوي والتعليمي يمكن لنا ان نلاحظ حجم الانجازات من خلال هذه الارقام والاحصائيات التي تشير الى ان عدد المدارس في مرحلة التعليم العام خلال العام الدراسي 2000م- 2001م بلغ في ربوع السلطنة 1125 مدرسة، وبلغ عدد الطلاب 578695 طالب وطالبة. والعلوم الجرية، الطب، وتضم الجامعة الى جانب الكليات مجموعة من المراكز العلمية والبحثية المتخصصة كما اتاحت السلطنة للقطاع الخاص الاستثمار في مجال التعليم العالي بانشاء جامعات اهلية وكليات خاصة في عدد من المجافظات السلطنة ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين في هذه المؤسسات الاهلية 5496طالباً وطالبة في العام الاكاديمي 2001 / 2002م. الصناعة والكهرباء وفي المجال الصناعي نجد بأن هذا القطاع حقق في السلطنة خلال الخطة الخمسية الخامسة اعلى معدلات النمو إذ بلغت 12. 8% وذلك نتيجة للجهود والدعم المتواصل من قبل الدولة لهذا القطاع وتشجيع القطاع الخاص لاقامة مشروعات صناعية كبيرة. وتوفير المزيد من التسهيلات للمشروعات ذات الطابع الصناعي وتقديم المنح والقروض الميسرة والاعفاءات من الضرائب للسنوات الخمس الاولى للمشروع، وتظل ابرز الصناعات في السلطنة هي تلك التي تعتمد على الغاز الطبيعي المسال حيث يوجد بالسلطنة مجمع صناعي ضخم للغاز المسال في قلهات تصل طاقته الانتاجية الى 6. وافسحت الحكومة المجال للقطاع الخاص ليقوم بالاستثمار في هذا المجال الحيوي. الاهتمام بالبيئة اما في مجال البيئة فقد استطاعت سلطنة عمان ان تحافظ خلال الاثنين والثلاثين عاماً الماضية على التنوع البيئي والجيولوجي الذي تتميز به حيث جاءت خطط التنمية والعمران متزامنة مع خطط المحافظة على البيئة وحماية الموارد الطبيعية. فتم انشاء نظام متكامل للمحميات الطبيعية في السلطنة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة كما انشئت عدد من المحميات الطبيعية صنفت ست منها في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وهي محمية المها العربية ومحمية السلاحف ومحمية جزر الديمانيات، ومحمية القرم الطبيعية ومحمية وادي السرين لاعادة الوعل العربي، ومناطق الخيران بمحافظة ظفار بالاضافة الى الحدائق الطبيعية. تلك ملامح موجزة لبعض الانجازات العمانية خلال مسيرة ثلاثة عقود وعامين قطعها الشعب العماني الشقيق بقيادة باني نهضته الحديثة السلطان قابوس بن سعيد الذي ارسى اسس التنمية لبلاده في كافة المجالات من خلال قراءة صحيحة ومتكاملة لمجمل الواقع العماني بظروفه التاريخية وإمكانياته الواقعية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. تاريخ مشترك