وقد ظهرت تلك المقاييس في الديانات والفلسفات، لكـن فـي زمـان التعددية هذا لا يستطيع دين بمفرده(3) أو فلسفة أو أيديولوجيا أن يشرع أخلاقا أو نظاما أخلاقيا لكل المجتمعات. وبالنسبة للمجتمع لإيجاد أوامر التماسك، وبالنسبة للأمم والجماعات الدينية من أجل تأصيل الفهم والتعاون والسلام. وعلى أساس هذه المبادئ الأخلاقية العامة، التي نسميها أخلاقا عالمية إيجازا، يستطيع الناس والأمم والثقافات العيش معا والعمل معا من أجل عالم أكثر عدالة وأمنا"(1). وعلى هذا نستطيع أن نؤكد أنه توجد هوية أخلاقية مطلقة أو عالمية تنطبق على جميع البشر في كل زمان ومكان، وبمعنى آخر يوجد اتفاق أخلاقي كبير عبر مختلف المجتمعات يقرر عدة مبادئ أخلاقية منها، تلك القاعدة الأخلاقية الذهبية التي تقول:"عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به"، وقد أشارت الحركة العالمية لحقوق الإنسان إلى الاتفاق حول العديد مـن المبادئ الأخلاقية المشتركة بين بني البشر جميعا. "سيسـلا بـوك Sissela Bok" و "مايكل والزرMichael Walzer" اللذان اقترحا وجود بعضا من الأخلاق العالمية، على الرغم من الخلافات الأخلاقية الأخرى"(2). وفي عالمنا العربي المعاصر ، نموذجا فريدا للأخلاق العالمية. لذا فإن مشروع الأخلاق العالمية يطرح المجموعة السـائدة مـن القيم الإنسانية لحقوق الإنسان والمجتمـع المـدني: "المسالمة"، وفقا لتحليل "طه عبد الرحمن" فإن أي تصور لأخلاق عالمية مشتركة ينبغي أن تتبناها ديانات العالم المختلفة، ثانيا: يجب أن يقوم بتوسيع مجال الأخلاقيات بعينها، بالإضافة إلى هذا فإنه يجب على مشروع مشترك حتى يكون ناجحا أن يضع نصب عينيه مجموعة معينة من المعايير من أجل تحقيق هدف تجسيد مساهمة دينية على وجه الخصوص نحو الوعي الأخلاقي للمجتمع الدولي الموسع، ومن هذه المعايير أن يقوم هذا المشروع على أساس الإحاطة بالربط بين الانتماء الديني والسلوك الأخلاقي، يجب أن يكون متجاوبا مع توجيهاته الأخلاقية، كما يجب عليه أن يسهم في تطوير مضمون الأخلاقيات ذاتها(2).