قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن هجمات الحوثيين المدعومون من إيران، التي تطمح إلى أن تلعب دور "الوسيط" القوي في الشرق الأوسط. وأدت الهجمات الحوثية على أحد أهم طرق الشحن في العالم، إلى قلب التجارة العالمية رأسا على عقب، ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن دنغ قوله، إن الصين "تدعم اليمن في حماية سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه"، أشارت "سي إن إن" إلى أن ردود الصين العلنية في تفاعلها مع أزمة بالبحر الأحمر حتى الآن، اقتصرت على الدعوة إلى وضع حد للهجمات على السفن المدنية، وهو محاضر متخصص في علاقات الصين مع الشرق الأوسط، يلقي بظلال ثقيلة على طموحاتها في أن تصبح قوة عالمية مسؤولة". وأفاد تحليل شبكة "سي إن إن"، بأن تدهور الأوضاع بالبحر الأحمر، "يحمل مخاطر كبيرة" بالنسبة لأكبر دولة تجارية في العالم، إذ يتم شحن معظم الصادرات الصينية إلى أوروبا عبر البحر الأحمر، في حين تمر عشرات الملايين من الأطنان من النفط والمعادن عبر هذا الممر المائي للوصول إلى الموانئ الصينية. شي جين بينغ، هجمات بواسطة صواريخ ومسيّرات، يقولون إنها تستهدف سفنا تجارية إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل، فيما تؤكد تقارير عديدة أنها تطال سفنا تجارية لا صلة لها بإسرائيل. شركات شحن الحاويات والنفط في العالم إلى توجيه سفنها بعيدا عن هذا الممر المائي نحو رأس الرجاء الصالح، ويؤدي إلى تضاعف كلفة النقل. ولمحاولة صد هجمات الجماعة اليمنية الموالية لإيران، وحماية الملاحة بهذه المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية، شنت القوات الأميركية والبريطانية سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وإضافة إلى العمل العسكري، تسعى واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، إذ أعادت تصنيفهم منظمة إرهابية، بعدما أسقطتهم من لوائح الإرهاب، كان رد الفعل العام في الصين "خافتا بشكل ملحوظ"، وفقا للشبكة التي أشارت إلى أن بكين "اكتفت بالدعوة إلى وضع حد للهجمات على السفن المدنية". وحثت بكين "الأطراف المعنية على تجنب صب الزيت على النار"، لم يأذن قط باستخدام القوة من قبل أي دولة في اليمن، مشيرين إلى ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلى تقديم نفسها "بطلةً للجنوب العالمي وبديلا للقوة الأميركية"، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي: "ليس للصين أي مصلحة في الانضمام إلى تحالف غربي بقيادة الولايات المتحدة"، معتبرا أن من شأن مثل هذا الإجراء أن "يعزز مكانة الولايات المتحدة كقوة مهيمنة إقليمية ويضعف موقف الصين في المنطقة". ومع عدم إظهار الصين أي رغبة في التورط بشكل مباشر في الأزمة، سعت الولايات المتحدة إلى حثها على الضغط على إيران التي تدرب وتمول الحوثيين، من أجل وقف هجماتهم. حث مستشار الأمن القومي الأميركي، بكين على استخدام "نفوذها الكبير مع إيران" لوقف الهجمات، وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي، لاستخدام نفوذ بكين للمساعدة في كبح دعم إيران لجماعة الحوثي اليمنية". "مصالح بكين مهددة" ونقلت رويترز، أن المسؤولين الصينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين في عدة اجتماعات عقدت مؤخرا، وذكرت المصادر الإيرانية المطلعة، أن المناقشات بشأن الهجمات والتجارة بين الصين وإيران جرت خلال عدة اجتماعات، ورفضت المصادر إعطاء أية تفاصيل أخرى بشأن موعد عقد الاجتماعات أو من شارك فيها. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات، تحدث إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته: "بشكل أساسي، تقول الصين ’إذا تضررت مصالحنا بأي شكل من الأشكال، إلى أن المسؤولين الصينيين "لم يدلوا بأي تعليقات أو يوجهوا تهديدات محددة بشأن كيف يمكن أن تتأثر العلاقات التجارية مع طهران إذا تضررت مصالح بكين نتيجة هجمات الحوثيين". إن "بكين أوضحت أنها ستشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه طهران إذا تعرضت أي سفن مرتبطة بالصين لهجوم أو تأثرت مصالح البلاد بأي شكل". ولفت أحد المصادر الإيرانية المطلعة لرويتزر، إلى أنه "رغم أن الصين مهمة لإيران، فإن لدى طهران حلفاء في غزة ولبنان وسوريا والعراق، إلى جانب الحوثيين في اليمن"، وعلى الرغم من أن الحوثيين قالوا إنهم لن يستهدفوا السفن الصينية أو الروسية، حولت شركتا الشحن الصينيتان المملوكتين للدولة "COSCO" و"OOCL"، عشرات السفن من البحر الأحمر إلى طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، ومن المحتمل أن تؤثر المواجهة في البحر الأحمر على تكلفة واردات الطاقة الصينية، إذ شكلت واردات الصين النفطية من الشرق الأوسط 46 في المئة من إجمالي واردات البلاد من النفط الخام، وفقا لبيانات نقلتها وكالة "بلومبيرغ" عن الجمارك الصينية. وتقول شركة الخدمات اللوجستية العالمية "فليكسبورت"، إن "90 بالمئة من البضائع المشحونة من الصين إلى أوروبا كانت تنتقل عبر البحر الأحمر، "المهمة الشائكة" وتعليقا على الموقف الصيني بشأن ما يجري في البحر الأحمر، وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي، إن "تقاعس الصين يقوض مصداقيتها لدى الجهات الإقليمية الفاعلة". لن يصمد إذا لم تحاول إشراك نفسها" فيما يقع بالبحر الأحمر. تكتفي الصين بالمراقبة"، وبعد أن نجحت بكين في التوسط لتحقيق تقارب تاريخي بين السعودية وإيران، بحسب حديث محللين لـ"سي إن إن". يقول فولتون: "كان هناك زخم كبير لفكرة أن الصين أصبحت لاعبا دبلوماسيا وسياسيا وأمنيا رئيسيا بالمنطقة"، غير أنه يلفت إلى أن الأحداث التي تلت الحرب بين إسرائيل وحماس "أظهرت أن نهج الصين تجاه المنطقة لا يزال مدفوعا إلى حد كبير بمصالحها الاقتصادية، الرغبة أو القدرة على لعب دور مهم للغاية في المجالات الأخرى". تقول كبيرة محللي الاقتصاد الجغرافي في بلومبيرغ إيكونوميكس، وذلك مشابه لنهجهم في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يدعون إلى السلام لكنهم يرفضون إدانة روسيا أو المساهمة بشكل كبير في الجهود المبذولة لإحلال السلام هناك". يرى البعض في بكين أيضا أن الصين "مستفيدة" من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر . في ديسمبر على وسائل التواصل الاجتماعي: "بطريقة ما، وتقويض القوة البحرية الأميركية، وتعزيز التعددية القطبية العالمية". فإن من المرجح أيضا أن يواجه الرئيس الصيني، "رد فعل عنيف في حال إرسال قوات لمحاربة الحوثيين، وفقا لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة شرق الصين العادية في شنغهاي،