كانوا من الكثرة لدرجة أن القادة الصليبيين المرابطين عند دمياط قد خافوا على مصير الحملة، واشتكوا الى البابا هونوريوس الثالث من قلة عدد القوات الموجودة في مصر، لذلك وصلت بعد رحيل هذه القوات امدادات صليبية جديدة، بأعداد كبيرة في السادس عشر من مايو 1219م. رد الصليبيون على هذه الغارة بعد قليل بعدد من الغارات المتتالية على دمياط لبعض الوقت . ومن الثابت أن المعدات الصليبية المعدة لضرب المدينة قد أصابتها بعض الأعطال أو إحراق بعضها، لذلك رأى البيازنة والجنيوية والبنادقة مهاجمة المدينة عن طريق النيل واستمرت المناوشات بين المعسكرين الصليبي والإسلامي وحتى حينه فقد مضى خمسة عشر شهراً دون أن تسقط دمياط مما أدى إلى تذمر القوات الصليبية وانهيار روحهم المعنوية واتهموا الامراء والفرسان بالخيانة والجبن وطالبوا بالهجوم على المعسكر الإسلامي في فارسكور، وكان الأمر يتطلب تهدئة الجيش الصليبي بالقيام بأي عمل عسكرى ، وهنا دب الخلاف بين المندوب البابوى والملك جان دى برين على الخطة العسكرية التي يهاجموا بها المسلمين، فكان الملك يرى تشديد الحصار على دمياط في الوقت الذي يطالب فيه بلاجيوس بالهجوم على المعسكر الاسلامي في فارسكور إلا أن القوات الإسلامية باغتتهم في معسكرهم وأنزلوا بهم هزيمة منكرة اختلف المؤرخون في تقدير خسائر الفرنج فيها إلا أنها تجتمع على أنها كانت خسارة فادحة في حين عادت القوات الإسلامية إلى معسكرهم في فارسكور منتصرين حيث أقاموا في مساء اليوم نفسه حفلا كبيرا على دقات الطبول وأنغام المزامير والآلات الأخرى كما أرسلوا الحمام الزاجل يحمل بشائر هذا النصر الى القاهرة التي زينت بالأعلام، وتم نقل الأسرى الى القاهرة حيث تم الطواف بهم بطول المدينة وعرضها. وبالرغم من هذا الانتصار للمعسكر الإسلامي جدد الملك الكامل عرضه بالصلح على الصليبيين وهو الخاص بالجلاء عن مصر. فانه يتقدم بعرضه الآن وهو في مركز القوة بعد هذا الانتصار الأخير ويبدو أن الغرور قد ملأ عقول الصليبيين واعتبروا أن الهزيمة أو النصر من سنة الحروب . ، وكانوا يرون أنهم إذا رفضوا عرض الملك الكامل وهو عودة ما كان بأيديهم سلما فان في استطاعتهم الاستيلاء على هذه الأراضي عسكريا . وطلبوا من الرسولين العودة من حيث أتيا وقد وافق عليه الملك الصليبي وبارونات بيت المقدس وانضم إليهم الفرنسيون والفرسان التيوتون وبعض كبار رجال الدين، ولم يوافق عليه كعادته المندوب البابوى بلاجيوس وسانده فرسان الداوية والاسبتارية اللذين كانوا يملكون قلعتى الكرك والشوبك وهما قلعتان بيد المسلمين لم يرد اسمهما في قائمة التنازلات في العرض من قبل، فضلا عن عدم ثقتهم في المسلمين . وكانوا يرون أن الطريق الوحيد لاعادة ممتلكاتهم السابقة في كل أنحاء الشام هو طريق القوة وأنه بالصبر سوف تسقط دمياط وسوف تسقط مصر كلها. وكان من أسباب رفض الصلح مع المسلمين هو توقع الصليبيين وصول بعض الإمدادات العسكرية إليهم عند دمياط وقد صح ما توقعه بعض القادة الصليبيين، اذ وصلت بعض القوات الفرنسية والانجليزية وكانت محملة على ما يقرب من عشرة سفن جنوية فما كان من المسلمين سوى أن شنوا غارة قوية على المعسكر الصليبي براً وبحراً ولكن القادمين الجدد تمكنوا من الدفاع عن المعسكر بنجاح والثابت أن الغارة الإسلامية تلك استمرت في الفترة الواقعة من السادس والعشرين الى الثامن والعشرين من سبتمبر 1219 م. سقوط دمياط في أيدي الصليبيين