تناول النصّ ظاهرة الزهد في العصرين الأموي والعباسي، مُبيّناً كيف تفاعلت هذه الظاهرة مع مظاهر الترف والترف في تلك العصور. فقد أدّى انتشار النعيم و ملذات الدنيا إلى ظهور تيار زاهدي ضدّها، متمثلاً في أناس انصرفوا عن متع الحياة إلى عبادة الله والتقشف. وقد ظهرت هذه الموجة الزهدية في سياق اجتماعي شهد تزايداً في الطبقية والثراء، مُؤثرةً على الشعراء الذين بدأوا يبحثون عن معنى آخر للحياة. وكانت المساجد مراكز لنشر الوعظ والإرشاد الديني، حيث يُذكر الواعظون الناس بالآخرة والعقاب، مُستخدمين القصص كأداة لتعزيز رسالتهم. وبالرغم من كثرة الوعاظ في ذلك العصر، إلا أن الزهد بقي تياراً متوازياً مع الاستمتاع بملذات الحياة الدنيا، حيث كان الهدف هو التوازن بين الاستمتاع المُنضبط وبين التوجه نحو عبادة الله والآخرة.