كانت العلاقات الخارجية لسلطنة عمان ضعيفة جداً قبل تولي صاحب الجلالة السلطان قابوس رحمه الله مقاليد الحكم. وعدد الموظفين في وزارة الخارجية قليل جداً ولا يملكون الخبرة في العلاقات الدولية، لذلك كانت عمان منغلقة على نفسها ومتأخرة في جميع المجالات. وبعد تولي جلالة السلطان قابوس رحمه الله مقاليد الحكم في بداية السبعينيات من القرن العشرين، وكانت هذه البعثات يقودها السلطان بنفسه في بداية الأمر لضعف السلك الدبلوماسي في ذلك الوقت، تمكن جلالة السلطان رحمه الله من إشهار وتصعيد اسم السلطنة إلى العالم الخارجي من خلال زياراته العديدة إلى بلدان العالم والاجتماع مع أكبر قادة الدول والاطلاع على ثقافات مختلفة مما أدى إلى مساعدته للنهوض بالوطن وتطويره. ومن الدول والعواصم التي حرص السلطان على زيارتها هي لندن، الدوحة وطرابلس وغيرها الكثير. وظهر إعلامياً في بريطانيا حيث أنه كان يقبل الظهور في الأماكن العامة و يرد على أسئلة المراسلين والصحفيين . وكانت نتيجة هذه الزيارة أنه بنفس العام تم الاعتراف بسلطنة عُمان كعضو في المجتمع الدولي أو في أسرة الشعوب كما عُرف سابقاً. وكما تم قبول السلطنة للانضمام في جامعة الدول العربية في 29/سبتمبر/1971. وبتاريخ 7 أكتوبر من العام ذاته تم التصويت من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة لانضمام سلطنة عُمان إلى الهيئة الدولية، وإحدى أهم الزيارات أيضاً هي زيارته إلى إيران لحضور الاحتفالات الكبرى بمرور 2500 عام من قيام الأسرة الشاهنشاهية حيث حضر ضيوف كبار من دول كثيرة، وركز على أنه يجب مراعاة مصالح جميع الدول وأن يكون المحيط خالٍ من التنافس الحاد. حافظت السلطنة على علاقتها بإيران كجار مسلم تطبق عليها حسن الجوار حتى بعد الثورة الإسلامية التي تسببت لغياب الاستقرار في دول الشرق الأوسط. لذلك اعجب شاه إيران بصدق وثقة السلطان ونشأت بعدها علاقات وطيدة بين البلدين ومازالت. بعد عودة جلالة السلطان قابوس رحمه الله من إيران بشهر ونصف قرر زيارة المملكة العربية السعودية من أجل تجاوز الشكوك التي كانت بين البلدين خصيصاً بعد امتناع المملكة العربية السعودية عن التصويت على انضمام السلطنة لعضوية هيئة الأمم المتحدة، في شهر ديسمبر من عام 1972م زار جلالة السلطان القاهرة لأول مرة، وكرر الزيارة إلى مصر تحديداً إلى الإسكندرية في عام 1976م والتقى بالرئيس أنور السادات وتكونت علاقة قوية بينهم حيث أعُجب السادات بشخصية السلطان وفلسفته السياسية. وواصل جلالته التواصل مع جميع زعماء الدول في جميع المجالات وتكرار اللقاءات مع أهم السياسيين. وثقافته في البحث عن حلول لتوسيع الحوار مع الأطراف الأخرى. وعُرف السلطان الراحل بأنه أكثر الدبلوماسيين براعاً وثقافة في الشرق الأوسط لما كان له دور بارز في حل الخلافات بالطرق السليمة بين إيران والعراق والكويت.