نظرا لنشأة المناطق الحضرية للغاية في المملكة العربية السعودية خلال فترة قصيرة فإنه من المهم أن تتعرف على المواطن الأصلية لسكان الحضر ، لأن ذلك سيساعدنا على أن تتفهم جيدا مدى تفاعل واستجابة البناء الحضري الداخلي للمدن السعودية للتباين في الخلفية الاجتماعية واعتبارات الموطن الأصلي لسكان تلك المدن ولتوضيح ذلك ، يمكن القول أن سكان المدن السعودية يتكونون من ثلاثة فئات متميزة هم سكان الحضر التقليديون المهاجرون من الريف ، أما فيما يخص المهاجرون من الداخل الممثلون غاليا في المهاجرين من الريف ومن البادية فهم يشكلون النسبة العظمى من سكان المدن خصوصا في الفترات السابقة على ۱۹۸۵ . وعلى سبيل المثال ، فالجدول رقم ۱۰ يشير إلى أن نسبة أرباب الأسر المولودين في الرياض أو الذين نشاوا وتربوا فيها فقد بلغت ۱۵٪ و ۸ و ۲٪ في عام 7968 و ۱۹۸۰ على التوالي . فقد بلغت نسبة أرباب الأسر المهاجرين من الداخل نحو ۱۲٪ وا و 48 في عام 1968 و 1985 ء حيث انخفضت نسبة المولودين الذين نشأوا في الرياض من 46 % في عام1968 إلى نحو 5 ر 19 و 25. إلى نحو35. 0 مرة في عام ۱۹۹۲ . من الممكن أن نستنتج مما سبق من مناقشات أن غالبية المستوطنات السكانية في المملكة قبلل الخمسينات من هذه القرن كانت مستوطنات ريفية فخلال الأربعينيات لم يكن عدد المراكز الحضرية يتجاوز عشرة مراكز معظمها يقع في المنطقة الغربية المملكة حيث كانت مكة المكرمة آنذاك أكبر المراكز الحضرية بتعداد 80000 نسمة أما حجم سكان مدينة الرياض خلال تلك الفترة فقد بلغ نحو ۰۰۰ ر ۳۰ نسمة والحال نفسه بالنسبة لكل من مدينة جدة ومدينة الهفوف ، أما بقية المراكز الحضرية فقد تراوح حجم السكان فيها ما بين ۰۰۰ ر ۲۰ نسمة كما هو الحال بالنسبة لكل من المدينة المنورة وبريدة إلى نحو . و نسمة المدينة الطائف ، إضافة إلى ذلك فقد زادت المراكر الحصرية من مجرد عشر مدن في عام 1940 إلى 13 مدينة في عام ۱۹۷4 الى ۱۰۲ مدينة في عام ۱۹۸۷ ( 1990 , فحتى عام 1940 ، . . ولكن في عام ۱۹۵۰ بلغ حجم أحد هذه المراكز الحضرية - وهي مدينة مكة المكرمة . . هر ۱۰۰ نسمة ، وفي الفترة اللاحقة بلغ عدد المدن الواقعة في هذه الفئة ثلاث مدن وذلك عام ۱۹۹۰ ، وفي خمس مدن عام ۱۹۷۰ ، أما تجاوز أحجام المدن السعودية لذلك المدي ( ۰۰۰ ر ۱۰۰ نسمة فقد حدث أولا في عام 1974 ، حيث بلغ حجم كل من مدينة الرياض ومدينة جدة فنة ، ۵ - ۱۹۹ ر ۹۹۹ نسمة عام ۱۹۸۷ لم يكن هناك إلا مدينة مكة المكرمة التي تقع في تلك الفئة ، بعد دخول مدينتي الرياض وجده ۱۹۸۷ ضمن فئة حجمية أكبر مما كانت عليه سابقا وتجاوز حجم كان كل منهما المليون نسمة ( 102 1969 , Dawn ) في مصلحة الإحصاءات العامة ۱۹۷4 ) ( وزارة الشئون البلدية والقروية ۱۹۸۷ أما فيما يتعلق بالتوزيع الإقليمي للمدن ، ۸۱۰۱lialish ) إذ تشير الدراسات التي قام بها كل من كلارك 1971 : 15 Clark والعنقري 1987 : 43 , Anary ( ۸ ) ومكي ( 1987443 , Makki ) إلى غياب اتجاه واضح نحو نط المدينة الواحدة المسيطرة في المملكة العربية السعودية ووجود ثلاث مدن مسيطرة تقريباً على المشهد الحضري بالمملكة Triple Caty uttern وخلال فترة ۱۹62 - ۱۹74 أوضح مؤشرنركز السكان في اكبر المدن الأربعة وهو أحد المؤشرات المستخدمة على نطاق واسع لقياس درجة تركز السكان في المناطق الحضرية 1188 ) ، 56 في عام ۱۹۸۷ (أما علي المستوى الإقليمي فقد أظهرت بعض الدراسات أن تفاوت السيادة والسيطرة بين مناطق المملكة يختلف إلى حد كبير ، فقد اتضح أن المنطقة الوسطى أعلى من بعض المناطق من حيث السيادة والسيطرة الحضرية في عامي ۱۹۷4 و ۱۹۸۷ حيث بلغت قيمتها نحو ۳۱ . 5و ۷۱ . ؛ على التوالي ، اها قيم مؤشر السيادة والهيمنة الحضرية للمناطق الأخرى فلم يتجاوز قيمة الواحد صحيح لك الفترتين مما يؤكد اتزان الهياكل العمرانية هذه المناطق ( 1992 , 1 ۸۱ - 11ailloul & Eduda ) ، إن اتجاه البناء الحضري على المستوى الوطني والإقليمي يتجة بشكل عام نحو التوازن ما يعني أن سكان كل مدينة قد قدموا إليها إلى حد كبير من الإقليم الدي تقع فيه المدينة والأقاليم المجاورة ، والفروق القبلية وغيرها من الأوضاع الاجتماعية المهمة الخاصة بالمناطق القريبة المباشرة ومن فالتحول الأول من نظام المراكز المدنية الى نموذج المدن المسيطرة قد شهد تدفق المهاجرين الريفين بأحجام كبيرة إلى عدد محدود من المراكز الحضرية بالرياض وجدة باعتبارها المدينتين الرئيستين في المملكة حتى نهاية ۱۹۷۰ ، وحتى هذه المرحلة حدثت العديد من المشاكل الحضرية في تلك المدينتين كارتفاع الكثافة السكانية و ازدحام الطرقات وتدني نوعية المساكن كما انتشرت احياء الصفيح والعش والصادق slumns حول المدن الاستيعاب الوافدين من الريف وخاصة اليدو . وفيما بعد تلك المرة ، فقد تم توجيه برامج التنمة نحو المناطق الحضرية والريفية الأخرى بشكل عام ( 1993 , ۸۱۸hulilah ) ، وقد أدى ذلك مؤخرا إلى وجود نظام حضري متعدد الأقطاب الذي زاد من درجة تقسيم العمل والتخصص بين المدن وذلك كعملية ضبط للهجرة نحو المراكز الحضرية الكبرى نظر التوفر فرص العمل في تلك المناطق الحضرية الجديدة . وعليه ، فإن تاثير الهجرة الداخلية على المدن الكبرى في المملكة يكون ذا حجم بسيط خلافا لنمط مرحلة المدينة الأولى البناء المكائي الاجتماعي للمدن السعودية في الماضي والحاضر قبل ۱۹۵۰ لم يكن هنالك سوى عدد قليل من المراكز الحضرية في المملكة العربية السعودية في الرياض ومكة المكرمة وجدة والطائف والهفوف ، فوفقا لشوبرج نشترك المدن التقليدية بعدد من الخصاص ، لجميع هذه المدن أو غالبيتها ذات أحجام مكانية صغيرة عشرة آلاف أو خمسون ألف نسمة في الغالب ولكن عددا قليلا عن تلك المدن تجاوز حجم السكان بها المائة ألف نسمة وقد جعلت هذه الخاصية الأمر ممكنا هذه المدن لأن تبنى حولهاا لأسوار كوسيلة الحمايتها من الجماعات الغازية أما فيما يتعلق بالتباين المكاني حسب نمط استخدامات الأراضي وحسب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ، فقد نظر شوبرج الى المدن التقليدية على أنها مدن مسيطرة خلافا للمدن الصناعية ، أي أن مركز المدينة التقليدية يسيطر على بقية قطاعات المدينة ، فالمؤسسات الحكومية واالدينية والمناطق السكنية الخاصة بعلية القوم مركزة فيه مع التدني التدريجي للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان المدينة التقليدية ابتعاد عن المركز في اتجاه الأطراف حيث القيم الطبقات الفقيرة إضافة إلى ذلك ، فإن الجماعات العرقية تعيش مستقلة عن سائر سكان المدينة في أحياء منعزلة ، ويتميز الحراك الاجتماعي لسكان المدينة التقليدية بالاتفاق نظرا لحرمان الطبقات الفقيرة والعرقية من فرص التعليم . تظهر المدينة التقليدية ميلا ضعيف نحو التخصص المكاني ، والاستخدام المختلط للأراضي هو النمط البارز فأماكن الإقامة والسكن تستخدم أيضا كاماكن للعمل كما أن كل طائفة مهنية تميل للإقامة والعمل في أحياء سكنية أو شوارع معينة تسمى بأسماء المهن التي تزاول فيها ( Shohlery , 12 : 324 ) فحجم السكان لكل مدينة من المدن القائمة لم يتجاوز الثلاثين ألف نسمة قبل ۱۹۵۰ باستثناء مكة المكرمة التي كانت تضم آنذاك ثمانين ألف نسمة كما أن معظم المدن السعودية الرياض وجدة والهفوف كانت محاطة بأسوار ، بينما تقع أماكن إقامة ذوي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المدنية على مسافة بعيدة من مراكز تلك المدن كما أن استخدامات الأراضي السكنية والتجارية بتلك المدن تميز بالاختلاط . وفي معظم تلك المدن قبل ۱۹۷۰ كان يوجد عدد معين من الطرقات والأحياء المسماة بأسماء المهن التي يزاولها السكان المقيمون في تلك الطرق والأحياء ، كما كان الحراك الاجتماعي والمكاني ضعيفا بسبب التعليم التقليدي والوسائل التقليدية للاتصال والمواصلات ومع التحول الريف - حصري للمجتمع السعودي بعد اكتشاف البترول وبعد تطبيق الخطط الخمسية للتنمية ( ۱۹۷۰ - ۱۹۹۰ ) استجاب التركيب الداخلي للمدن اذ تم تطبيق عدد من السياسات الحضرية خلال تلك الفترة أدت إلى تحول نمط المدن السعودية من مدن تقليدية إلى حدوث حديثة يتميز معظمها في الوقت الراهن بخصائص مكانية حضرية لا تختلف عن سائر مدن العالم الصناعي ، كما أدت سياسات القروض السكنية إلى جانب التوزيع المجاني للأرضي السكنية على المواطنين المحتاجين إلى الإسراع بالتوسع والتحولات الحضرية ، وفي معظم الأحيان ، فان نموذج شوبرج للمدن التقليدية ينطبق على تلك المدن في القوات السابقة على عام ۱۹۷۰ ، يؤكد ذلك نتائج عدد من الدراسات الحضرية كدراسة المالك ( 1973 Malik ) وآل الشيخ 19 ,