تنحصر الصحراء الشرقية بين وادي النيل في الغرب وقناة وخليج السويس والبحر الأحمر في الشرق، وهي تحتل مساحة من الأراضي المصرية تناهز ۲۲۳ ألف كم ، أي نحو ۲۱ % من المساحة الإجمالية للبلاد، أي خمس مساحة مصر وقدر مساحة سيناء ثلاث مرات ونصف وحوالي ثلث (٣٢ْ) من مساحة الصحراء الغربية، وبالمقارنة ببعض الدول العربية تجدها تفوق في مساحتها أكثر من عشر دول عربية منها : تونس والأردن والإمارات العربية المتحدة، كما تزيد عن مساحة الأردن،والصحراء الشرقية تمتلك تبايناً تضاريسياً يمثل سمة من سماتها، يظهر هذا في امتداد نطاقات مورفولوجية مميزة تكاد تمتد متوازية من الشرق إلى الغرب كل نطاق منها يتميز عن النطاقات الأخرى، سواء من خلال العمليات الجيومورفولوجية السائدةأو الظاهرات والملامح الأرضية الموجودة به ، وقد عينها صبري محسوب من الشرق إلى الغرب في النطاقات التالية: جبال البحر الأحمر . وللصحراء الشرقية سلسلة فقارية تتمثل في جبال البحر الأحمر، وتترك بينها وبينه سهلاً ضيقاً تكثر به المراوح، وتحد جبال البحر الأحمر من الشمال والغرب هضاب شديدة التقطع ، تتألف من صخور رسوبية مثل هضبة الجلالة البحرية ١٢٧٤ متراً وهضبة الجلالة القبلية ١٤٦٤ متراً، وكتلة جبل عتاقة في طرف السويس، وتفصل هذه الكتل عن بعضها البعض أودية عرضية تنتهي إلى البحر الأحمر وخليج السويس ، فتتألف من صخور نارية وهي تبدأ في الظهور عند خط عرض ۲۸۵ شمالاً بالقرب من جبل أم تناصيب ، وتمتد بعد ذلك على شكل مثلث رأسه عند خط ۲۸ شمالاً وقاعدته على طول الحدود المصرية السودانية عند دائرة عرض ۲۲۵ شمالاً، ويواصل المثلث الناري امتداده في القسم الشرقي من السودان . إن جبال البحر الأحمر لا تكون سلسلة واحده ، بل عبارة عن عدة مجموعات من السلاسل الجبلية التي تمتد امتداداً خطياً لساحل البحر الأحمر، وتتخللها بعض الكتل النارية وبعض القمم المنعزلة، وتعد قمة جبل الشايب ۲۱۸۷ متراً بالقرب من خط عرض ۲۷۵ شمالاً أعلى قمة في الصحراء الشرقية، جبل علبة ١٤٣٧ متراً وكلمة عليه بلغه سكان الإقليم من قبائل البشارية معناها الجبل الأبيض، والفرايد ١٣٦٦ متراً على مدار السرطان، وأبو الطيور ۱۰۹۹ متراً الذي يقع القرب من القصير . أما إلى الغرب من جبال البحر الأحمر فتنقسم الصحراء الشرقية إلى إقليميين متمايزين يفصل بينهما تقريباً طريق قنا القصير، ويعرف القسم الشمالي منها بهضبة المعازة نسبة إلى قبائل المعازة، وتتألف من صخور جيرية يفصلها وادي قنا عن جبال البحر الأحمر ذات الصخور النازية في الشرق كما يحدها نهر النيل من الغرب والجنوب، وتحتل ربع مساحة الصحراء الشرقية، أما القسم الجنوبي فيعرف بهضبة العبايدة نسبة إلى قبائل العبايدة، وهى تتألف من صخور رملية ، وهي أقل ارتفاعاً من الهضبة الجيرية، وتتميز بأنها تزداد اتساعاً كلما اتجهنا جنوباً .وتختلف الصحراء الشرقية عن الصحراء الغربية في النواحي التالية :1- أنها شديدة التقطع بالعديد من الأودية وروافدها وشعابها، فهي أشبه ما تكون بمجموعة من الهضاب الصغيرة التي تمتد فيما بين جبال البحر الأحمر ووادي النيل، في حين أن الصحراء الغربية عبارة عن سطوح صخرية شاسعة خالية من أية خطوط للتصريف المائي السطحي . أن تصريفها المائي تصريف خارجي يختلف تماماً عن نظام التصريف المائي الداخلي السائد في الصحراء الغربية، وتتميز الأودية بالصحراء الشرقية بأنها تتبع نظامين مائيين هما : نظام البحر الأحمر، ويفصل بين النظامين خط مستقيم مياه يتسق مع سلاسل جبال البحر الأحمر، ويتميز نظام البحر الأحمر بأنه عبارة عن عدد كبير من الأودية القصيرة السريعة الجريان، في حين أن نظام البحر المتوسط أو وادى النيل يتألف من عدد محدود من الأودية الكبيرة نسبياً مثل أودية سنور، شعيت خريط العلاقي، وتزيد مساحة الأخير عن ٤٤ ألف كم"، وتسير هذه الأودية من الشرق إلى الغرب باستثناء وادي قنا الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب وهو بهذا يعد بمثابة وادي عكسي. تعد الصحراء الشرقية فقيرة في مواردها المائية مثل الغربية، وتتمثل مصادر المياه فيها في تلك الأمطار الصحراوية الفحائية التي تتساقط على السلاسل الجبلية للبحر الأحمر ثم تنساب عليها في شكل سيول، تتحدر إما شرقاً أو غرباً، وسرعان ما تتسرب المياه في رواسب الرمال والحصى كما يتم احتجازها عند وجود قاطع Dyke في باطن أحد أودية ليتكون خزان جوفي طبيعي، ولذلك نجد أن أكثر الموارد المائية انتشاراً يتمثل في الآبار التي تحفر في بطون الأودية على أعماق تتراوح بين ثمانية وعشرة أمتار، ونظراً لوجود السلاسل الجبلية التي تعمل على تجميع مياه الأمطار تعد الصحراء الشرقية أفضل حالاً وأكثر غنى في مواردها المائية السطحية عن معظم الصحراء الغربية باستثناء ساحل البحر المتوسط ومن مصادر المياه الأخرى في الصحراء الشرقية مياه الينابيع، وهي عبارة عن خزانات طبيعية تمتلئ بالمياه في أعقاب فترات المطر .تكاد تخلو الصحراء الشرقية من فرشات الرمال التي وجدناها تغطي ٤٠% من الصحراء الغربية، فيما عدا رواسب الرمال التي تتراكم على طول الساحل وخاصة إلى الجنوب من رأس بناس، وهي منطقة التقاء رياح الشمالية الغربية مع الجنوبية الشرقية. ينعكس الاختلاف بين الصحراوين الشرقية والغربية على تسميتها، فالأولى كثيراً ما تسمى بالصحراء العربية، مما يدل على أنها أكثر ارتباطاً بشبه الجزيرة العربية من الناحية الطبيعية والبشرية، كدليل على ارتباطها الطبيعي والبشري بالصحراء الكبرى الإفريقية ، وإن تشابهت كلا الصحراوين الشرقيةوالغربية في سمة الجفاف مع كل جهات المنطقة الجافة. وتتميز الصحراء الغربية بعدة خصائص جعلتها تختلف اختلافاً كبيراً عن الصحراء الشرقية،1- تتميز باختفاء خطوط التصريف المائي فيما عدا بعض المسيلات الصغيرة التي تتحدر إلى البحر المتوسط في الشمال، ولكن أي منها لا يشق مجراه فوق الأرصفة الصخرية الثلاث التي تتألف منها الصحراء الغربية - الكريتاسي - والإيوسين - والميوسين)، فهي إذن لا تعدو أن تكون مجرد خطوط هامشية قصيرة على الهوامش الشمالية والشرقية .٢- تتميز الصحراء الغربية أيضاً بسيادة نمط التصريف المائي الداخلي في كل أنحائها الداخلية، التي تنتشر فيها مجموعة من الأحواض المنخفضة يقع بعضها فوق مستوى سطح البحر، ويتسم التصريف المائي في أغلب هذه المنخفضات بأنه يتخذ نمطاً مركزياً . تعد الصحراء الغربية فقيرة في مواردها المائية السطحية التي تقتصر على بعض الآبار والخزانات التي توجد على الساحل الشمالي، وعلى الينابيع التي توجد عند حضيض جبل عوينات، وتغذيها هي الأخرى أمطار محلية، أما كل أنحاء الصحراء الغربية فيما بين الساحل وجبل عوينات فجاف تماماً فيما عدا آبار الواحات الإرتوازية المستمدة من طبقات الصخور الرملية النوبية المتشبعة بالمياه بعد أن امتصت مياه الأمطار التي تتساقط على مرتفعات إردى وعنيدي ودار فورد في السودان وتشاد، ثم تتحدر هذه المياه صوب البحر المتوسط في باطن الأرض على أعماق متفاوتة، ولا توجد مثل هذه المياه الإرتوازية إلا في التجويفات الواحية المنخفضة ، أما الأرض المرتفعة التي تقع فيما بين هذه التجويفات فجافة تماماً ، ويتميز الإقليم الواسع الممتد في النصف الغربي من الصحراء الغربية جنوب واحة سيوة وغرب الفرافرة بخلوه من المياه تماماً، ويبلغ طوله حوالي ۸۰۰ كم وعرضه ۳۰۰ كم ومساحته ٢٤٠ ألف كم ، أو ما يعادل %٣٦ من المساحة الإجمالية للصحراء الغربية وتنتشر في هذا الإقليم فرشات هائلة من الرمال السافية مكونة ما يعرف ببحر الرمال العظيم . ٤- نشر في الصحراء الغربية كثبان طولية تتوزع على شكل خطوط تمتد أغلبها من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، أي أنها تتمشى إلى حد كبير مع اتجاه الرياح الشمالية الغربية التي أسهمت في تكوينها وتوزيعها ، أشهر هذه الغرود غرد أبي المحاريق الذي يمتد بين البحرية والخارجة ، يبلغ طوله أكثر من ٤٥٠ كم وعرضه ١٦ كم ، وتعد الرمال سواء أكانت في صورة كثبان طولية (غرود) أو فرشات من أبرز صور الإرساب التي تسببها الرياح في الصحراء الغربية وعلى الرغم من أن فرشات الرمال السافية تنتشر فوق مساحات واسعة من سطح الصحراء الغربية خاصة في الجنوب والغرب، إلا أن المساحة الإجمالية المطمورة تحت هذه الرمال لا تتجاوز ٤٠% من مساحة هذه الصحراء ، وهي أقل من مساحة الأسطح العارية التي تبدو على شكل أرصفة صخرية تمثل بحق أوضح ملامح الجيومورفولوجية للصحراء الغربية .