وعلى صعيد الأسلوب في نثر العصر العباسي فقد اغتنت ملامحه وتنوعت أنماطه.  فقوام التعبير عند ابن المقفع مشاكلة اللفظ للمعنى،  مع توخي الاقتصاد في الألفاظ والوضوح في المعاني إذ البلاغة عنده «هي التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها»،  فكان همه جلاء الفكرة وإيصال المعنى،  ولهذا لم يكن يلوي على صنعة أو تنمق ولا وشي أو تزيين.  فطالت العبارة لتكون أقدر على استيعاب الفكرة،  وحل الإطناب في القول محل الإيجاز المعهود.  وحرص الكتاب على أن تتسربل جملهم فيما بينها بإيقاع الازدواج أو التوازن، ثم مضى الناثرون على هذا الصعيد من تدبيج كتاباتهم والتأنق في عباراتهم إلى المدى الأقصى،  وقلما نأى كاتب منشيء في العهود العباسية المتأخرة عن هذه المظاهر التزيينية في النثر العربي.  بين السوط ومطامع سهيل، ».
 ولم يحل القرن السادس الهجري حتى غلب التصنع على النثر العربي وبسط طابعه على معظم النتاج الأدبي في ذلك العصر.  بل ظلت بريئة إلى حد بعيد من معظم هذه القيود اللفظية والزخارف البديعية،  إلا قليلاًَ من السجع بين الألفاظ وبعضاً من التوازن بين الجمل فحافظت كتب المؤلفين ومصنفات العلماء بالإجمال على الأسلوب المرسل ولاسيما مؤلفات النقد الأدبي والتراجم والتاريخ وتقويم البلدان ونحوها.  وخير مثال على هذا الترسل ما كتبه أبو الفرج الأصفهاني  و عبد القاهر الجرجاني.  وامتد هذا المنحى النثري المطلق إلى ما بعد العصر العباسي،