إننا داخل عالم يزداد عولمة وترابطا، اذ نرى في كثير من الأحيان أنه كون أرضًا خصبة للمشاكل والخلافات المبنية على العنصرية والكراهية والتطرف، الأمر الذي جعل من الوساطة بأنواعها المفتاح والحل للخلافات والوساطة الثقافية خاصة أهمية أكبر مما كانت عليه ودور مهم في نشر ثقافة، ومن المعلوم أن ما يحدث على المستوى الشمولي يحدث على المستوى الجزئي، اذ أن العلاقة بين هذين المستويين تجسد تأثيرا وتأثرا؛ أي أن ما يقع بين الحضارات والبلدان والثقافات على المستوى العام والشمولي ينعكس بشكل او اخر على المجتمعات ذاتها بشكل خاص، التي لا تخلو من النزاعات في مختلف المجالات سواء منها الاجتماعية أو الاقتصادية. بل والمصالحة بين مختلف الأطراف سواء بين الثقافات او بين الافراد والجماعات. إن الوساطة بالمعنى العام هي عبارة عن منهج لحل النزاع وتسوية الخلاف الحاصل بين طرفين، هذه الوساطة تنبني على مجموعة من الأساسيات والقواعد وتنتظم بوجود اخلاقيات وقيم ومبادئ تلتزم بها وتسير عليها لتحقيق أهدافها وغاياتها.