وكانت القاهرة في زمن أبي طاقية مدينة متعددة المستويات، إذ كانت أكبر مدينة في الدولة العثمانية حتى الآن. حيث تعيش مجموعة متنوعة من الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية من الولايات العثمانية المجاورة مثل الشام، وباعتبار أنه كان تاجرا فكانت القاهرة مركز نشاطه التجارى وبها تقع أكبر الوكالات التجارية، ساهم أبو طاقية والتجار من أبناء جيله في التطور العمراني للقاهرة خلال أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، وهي فترة شهدت نموًا اجتماعيًا واقتصاديًا وتغيرًا في العلاقة بين الدولة والمجتمع. وقد قام التجار مثل أبو طاقية باستثمارات مالية كبيرة لاستيعاب حجم التجارة المتزايد وبناء البنية التحتية والمرافق العامة مثل المساجد. لم يرد ذكر هؤلاء التجار في السجلات التاريخية العربية المعاصرة. كان التوسع في التجارة والنمو السكاني وتوافر المساحة الحضرية من العوامل التي أدت إلى ظهور التجار في التحضر. كما دفعت تقلبات العملة والرغبة في تنويع الأصول التجار إلى الاستثمار في المباني الحضرية. كوسيلة للتعبير عن الثراء واكتساب المكانة الاجتماعية. كان التجار مثل أبو طاقية مدفوعين بشعورهم بالمسؤولية لتطوير البنية التحتية الحضرية وتعزيز مكانتهم. كما ساعد هذا النوع من الاستثمار التجار على تحقيق مكاسب اقتصادية. مثل توسيع القطاع التجاري في القاهرة والضواحي الغربية للمدينة. شُيدت مبانٍ تجارية لتلبية احتياجات التجار، منها وكالتان لعبد الرؤوف العاصي في بولاق وخمس وكالات في وسط المدينة لإسماعيل أبو طاقية وياسين أبو طاقية والشجاعي وجمال الدين الذهبي. وقد ساهمت هذه الوكالات بوظائفها التجارية في ازدهار التجارة. وقد حولت أكبر الوكالتين اللتين بناهما إسماعيل أبو طاقية وشريكه عبد القادر الدميري شارعًا سكنيًا إلى شارع تجاري رئيسي، مما أدى إلى توسيع البنية التحتية التجارية في القاهرة. عاش إسماعيل أبو طاقية وإخوته في خط الخرشتف، بالقرب من المركز التجاري للقاهرة، كما أن قرب المنطقة من المرافق العامة، بنى إسماعيل وتجار آخرون منازل هناك مستمتعين برفاهية ركوب القوارب وهدوء المنطقة.