يعتمد نشر النقوش الكتابية العربية والإسلامية ودراستها في الأساس على قراءة صحيحة لهذه النقوش، وقراءة هذه النقوش تتطلب من القارئ مهارات معينة تساعد على ذلك، ومن أهم هذه المهارات إتقان اللغة العربية بكل فنونها، بل أحيانا في كل إقليم حسب ثقافة العصر وبيئة الإقليم. ومن الأمور المهمة المتعلقة بنصوص النقوش الكتابية على الآثار الإسلامية تلك المعلومات المتعلقة بالتقاويم وأنواعها، فإن هناك مهارات ترتبط بالنقوش نفسها من ناحية الشكل ومن ناحية المضمون، ومن المهارات المرتبطة بالشكل معرفة سمات الخط وأنواعه في كل فترة وفي كل إقليم، مطل ًعا على أكبر عدد منها تتاح له قراءته ويرتبط بهذا الأمر أيضا طريقة رسم الحروف والكلمات وفق رسم معين كالرسم العثماني في كتابة المصاحف، والذي انسحب تطبيقها على كتابة بعض كلمات النقوش غير القُرآنية، كما أن انتشار لهجات معينة لقبائل معينة في مناطق معينة ينعكس بصورة أو بأخرى في رسم كلمات بعض النقوش، فيقوم بتخطئة الكاتب دون أن يعرف أن ما كتبه صحيحا وفقا لهذا النهج أو ذاك ومن المهاراتا لمتعلقة بالشكل أيًضا القدرة على تمييز رسم الحروف المتشابهة بعضها مع بعض ، ويحتاج الأمر في هذه الحالة قراءة نقوش متعددة من فترة النقش ومقارنة رسم هذه الحروف في الكلمات الغامضة، وكذلك مقارنة رسم الحرف نفسه في كلمات النقش ذاته وتحتاج قراءة بعض ًالنقوش المركبة إلى مهارات خاصة في تتبع بداية النقش وتتابع كلماته في مستويات التركيب المختلفة، وما يحدث أحيانا في كتابة بعض النقوش من اتباع طريقة رسم الحرف الواحد المشترك بين كلمتين في النقش، ومضمون النقش له علاقة أساسية لتسهيل قراءته وتقديم قراءة صحيحة له، وبخاصة في النقوش المعقدة أو المتآكلة أو الغامضة. تساعد على تيسير قراءة بعض النقوش التي تكون هذه الظاهرة ماثلة في نسيجها النصي . وإدراك السياق الصحيح لترابط جمل وكلمات النقش وأجزائه المختلفة لطرح مضمون منطقي وصحيح من الأهمية بمكان، وغياب إدراك سلامة تسلسل جمل السياق وترابطها يؤدي في بعض الأحيان إلى تقديم قراءة وهندسة هذا التنفيذ التي تضطر الكاتب أحيانًا إلى ضغط بعض الكلمات أو تجزئتها على سطرين مما يسبب أحيانًا بعض الغموض في قراءة النقش، وقد يصل الأمر إلى قراءته بطريقة غير صحيحة. وتوضيح ذلك بشيء من التفصيل يتمثل في أن خريطة قراءة النقش ترتبط في الأساس بسياق النص وترتيب أجزائه وفق نسق معين يرتبط بثقافة عصره؛ وهذا الأمر أدى إلى ارتباك في قراءة نص النقش، ويرتبط بخريطة قراءة النقش ظواهر أخرى كترتيب سطور النقش، فقد يحدث في بعض النقوش أن يكون الترتيب مخالفا لهذا النسق كذلك فإن طريقة صناعة القوالب أو الطوابع التي تنفذ بها النقوش على الصنج وتوزيع النقشًّ على سطوحها بهيئة معينة، يكون لها علاقة بهندسة النقش في إطار رؤية بصرية معينة، وهو ما ينعكس على الشكل النهائي للنقش، ومن ثم فإن على قارئ النقش أن يفحص جيدا خريطة قراءته وهندسة تنفيذه حتى يستطيع أن يصل إلى قراءة صحيحة.