مقدمة فالعالم يُفكر في مشكلة متخصصة - هي في أغلب الأحيان منتمية إلى ميدان لا يستطيع غير المتخصص أن يخوضه، هي لغة اصطلاحات ورموز متعارف عليها بينهم، المعين من ميادين العلم. أما التفكير العملي الذي نقصده فلا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها، ولا يفترض معرفة بلغة علمية أو رموز رياضية خاصة، ولا يقتضي أن يكون ذهن المرء محتشدًا بالمعلومات العلمية أو مدربًا على البحث المؤدي إلى حل مشكلات العالم الطبيعي أو الإنساني، الذي يمكن أن نستخدمه في شئون حياتنا اليومية، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا وكل ما يُشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظما، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي تطبقها في كل لحظة دون أن نشعر بها شعورًا واعيًا.