ينتقل خلالها الكائن البشري، من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرّشد. أنّ هناك قوى تحدّد مجرى النموّ، أبرزها: العوامل الجسديّة، جاء النموّ متكاملاً ومنتظمًا. نرى الجسم ينمو طولاً، وتزيد قوّة المراهق كثيرًا، فيستطيع حمل ما لم يكن يقوى على حمله من قبل. الظّواهر الخاصّة بالنوع، كالشّعر في وجوه البنين، فإنّ التغيّرات التي تطرأ على حياة المراهق العقليّة،- عدم رضى المراهق بماضيه، وعدم اكتفائه بما كان يقتنع به، في طفولته: فاللّعبُ التي كانت منبع سروره،- اشتداد غريزة حبّ الاستطلاع فيه: فيشتاق إلى معرفة أخبار بلاد غير بلاده، ويتطلّع إلى الوقوق على حياة غيره من الناس؛ ولذا تراهُ يتوقُ إلى قراءة كُلِّ ما تقع عليه يدُه، وأن يشغلَ محلاًّ في المجتمع الإنسانيِّ؛ ويشعر بأنّ في الكون من هو محتاج إلى معاشرتهم ومعونتهم، فلا يستطيع العيش من دونهم. فيكون بالانتقال من الملاحظة الحسّيّة البحتة، فيسعى لفهم حقائق الأشياء ويفهم الفضائل جيّدًا، ثم ينشأ عن ذلك الرّغبة في إدراك قوى الطبيعة،يمكن القول إنّ المراهقة هي مرحلة تحقيق الاستقلال الذاتي، يدفعه إلى التساؤل عن مكانته فيه. ويبدو أنّ انحرافات المراهق ناجمةٌ عن اضطراب العلاقة بهذا العالم، فاندماج المراهق في المجتمع، أن يفهم العالم أنّ المراهق يريد أن يتحرّر من التبعيّة، ليكون له دورٌ في المجتمع. قد يولّد القلق والكبت ومحو الشخصيّة. أنّنا نعلّم المراهق كيف يخضع ويطيع الأوامر، في حين لا نعلّمه كيف يعتمد على نفسه، ويواجه المسؤوليات بوعي وقوّة.فالمراهق يريد أن يكون قويًّا، وحبّذا لو يتمّ له ذلك برعاية أهله ومرشديه، وكلّما أحسن المراهق لغة الحوار مع الناضجين، توافرت الأجوبة عن تساؤلاته،