حققت الرواية نسبة مبيعات عالية جدا وخاصة بعد تحويلها لمسرحية وفيلم يحملان نفس الاسم ، ويذكر بأنها أيضا حصلت على العديد من الجوائز ، وقد ترجمت للعديد من اللغات من بينها اللغة العربية . تبدأ الرواية بإطلاق سراح جان فالجان في عام 1815 وتحديدا في مدينة ديني الفرنسية ، بعد أن قضى 19 سنة في داخل سجون طولون ، واعتقل 14 عاما بسبب محاولته للهروب مرات عديدة . بعد خروجه من السجن حاول النزول في أحد الفنادق إلا أنه رفض استقباله بسبب حصوله على جواز السفر الأصفر الذي يفيد بأنه من أصحاب السوابق ، وبعد ذلك استضافه شارل ميريل أسقف مدينة ديني في منزله ، إلا أن جان فالجان فر هاربا من المنزل بعد سرقته بعض أواني فضية من الأسقف ، وبعد إلقاء القبض عليه أبل ميريل الشرطة بأنه هو من أعطى فالجان الأواني الفضية وأنه لم يقم بسرقتها ولن يقف عند هذا الحد فقد أعطى جان فالجان شمعدانين فضة كهدية ، واشترط ميريل على جان فالجان بأن يهب حياته لله وأن يجعل من نفسه رجلا صالحا مقابل هذه الفضيات . إلا أنه ندم على فعلته فبحث عن الشخص الذي سرقه ليعيد له نقوده ألا أنه تم الإبلاغ عن السرقة فاضطر جان فالجان للاختباء خوفاء من العودة إلى السجن والعيش فيه مدى الحياة . استخدم جان فالجان اسم مادلين ، وأثناء مساعدته للرجل شاهده المحقق جافيير الذي كان حارسا على سجن طولون خلال مكوث جان فالجان في السجن حينها ، وانتباه الشك بأن هذا الشخص هو ليس بالعمدة وبأن هذه القوة هي فقط لشخص واحد معروف جدا ألا وهو جان فالجان . واكتشفتالام بسوء معاملتهم لابنتها فكانت تحاول جاهدة بأن تلبي طلباتهم حتى لا تتعرض ابنتها للسوء ، وتم طردها أيضا من مصنع العمدة بعد أن يتم الاكتشاف بأن لديها ابنة غير شرعية ، ويقبض عليها المحقق جافيير الذي توسلت له كثيرا بأن يتركهها حتى تتمكن من توفير النقود لابنتها إلا أنه لم يأبه بذلك وحكم علهيا ستة أشهر ولكن بعد تدخل العمدة والمقصود هنا جان فالجان ، ويعيدها إلى العمل بالمصنع ويأخذها للمستشفى . وتم القبض عليه على أنه جان فالجان وذلك لما كان له من سوابق مثل هذه الحادثة ، ويشهد المحقق جافيير بأن هذا الرجل هو فعلا جان فالجان على الرغم من معرفته بأنه ليس هو ، إلا أن عذاب الضمير الذي انتاب فالجان جعله يقدم نفسه ويعترف بأنه هو جان فالجان حتى ينقذ الرجل البريء مما أدى إلى محاكمته ، وقضى حياته على هذا المنوال هاربا طريدا وتبنى ابنة فانتين بعد أن توفيت وكرس حياته لها . رواية «البؤساء» تحكى قصة جان فالجان الانسان الأمي البسيط الذي امتدت يده الى رغيف خبز تحت طائلة العوز والجوع، ومن أجل اطعام اخته واطفالها السبعة الجياع، ولمرارة الحياة في السجن حاول الهرب وأعيد الى السجن مجددا مع إضافة فترة سجن اخرى على الحكم السابق. ثم تكرر الهرب وإعادته الى السجن حتى امتدت العقوبة الفعلية الى 19 سنة. نعم 19 سنة من أجل رغيف خبز! وفي الوقت نفسه كان قاسيا وحاقداً على المجتمع الذي لم يرحمه مع أخته وأطفالها السبعة الجياع والذي يجهل مصيرهم الان، متشوقا لاقتناص الفرصة لأنزال جام غضبه وعقابه على المجتمع، شيء واحد استفاد منه في سجنه أنه تعلم القراءة والكتابة والحساب وهو في سن الأربعين. وقابل الناس جان فالجان بالجفاء والمهانة والطرد بمجرد معرفتهم هويته بعد هذه السنين الطوال وكأنه كلب أجرب منبوذ، طرد حتى عندما عرض مالا كان قد ادخره في السجن مقابل الطعام والمنام، حتى انه لم يسمح له بقضاء ليلة في السجن الذي اعتاد عليه. المشغول دائماً بمهامه الكنسية ومسئولياته. ذلك الرجل الطيب الذي كلما امتلأت جيوبه بالمال زار الفقراء، مسافرا الى المناطق المجاورة مشيا على الأقدام او مستعيناً بعربة او ممتطيا ظهر بغل، اختفى جان فالجان بعدما أثرّ به ذلك الدرس البليغ لاستمرار حياته بكرامة ثم ظهر في مدينة «مونتروي سورمير»، المدينة الصغيرة في الشمال الفرنسي وأصبح يحمل اسم السيد «مادلين» مخفيا حقيقته بعد ان اصلح حاله وحسن اموره المالية وكون ثروة كرجل أعمال ناجح، كما اصبح من اكثر المحسنين في المدينة مؤمنا بأن الخير الذي ينعم به يجب ان يعمم على المعوزين والبائسين والمظلومين، وفتح أبواب التوظيف في معاملته للناس بشرط واحد يعرفه الجميع: «كن أمينا!» ولما تكررت أعماله الخيرية ومعوناته التي وصل صداها الى الملك اختاره الملك عمدة للمدينة مع رغبة جماعية من الناس الذين حملوه على قبول المنصب بعد رفض وتردد. استمرت نظرة المسيو مادلين الى المحتاجين نظرة مفعمة بالألم العطوف المتوسل مطيلا النظر الى تمثال المصلوب المعلق على الجدار ومطيلا مع ذلك الصلوات للشهيد في الأعالي ولمن هم على الارض. ولما كان هذا الرجل كثير الشبه بجان فالجان فقد وجهت له تهمة السرقة على أنه هو جان فالجان مع ربطها بتهمة سرقة سابقة لنقود طفل اعتقد ان جان فالجان قام بها بعد خروجه من السجن بأيام. وشهد امام المحكمة انه جان فالجان نفسه، ولم يكن هناك احد يشك بصحة شهادة مفتش الشرطة جافيير فهو كان ضمن سجاني السجن آنذاك. نفسه للمحكمة بعد صراع طويل مع الذات وتأنيب ضمير كي ينقذ ذلك الرجل البريء وكشف عن حقيقة نفسه مما عرضه لعقوبة السجن من جديد، وقضى بقية حياته طريدا بعد ان تبنى كوزيت الابنة غير الشرعية لفانتين بعد وفاتها وكرس حياته لاسعادها.