أحبت الفتاة التي كانت تجلس قرب هدارة في الرمل ابتسامته العريضة رغم ما كان يدور حوله بأنه غريب الأطوار، ولدت خروبة طفلها الاول بعد سنة إلا أنها لاحظت لحزن هدارة المستمر فسألته وعرفت أنه بسبب عدم توديعه للنعام قديما فأخبرته أن بامكانه ان يذهب الان بحثا عنها ليودعها وينتهي حزنه، وبالفعل حزم هدارة امتعته وراح في الصحراء بحثا عن النعام ، رزق هدارة بعد ذلك بأربعة أولاد فصار لديه”بنتين وثلاثة ذكور” علم هدارة أولاده قصص النعام التي كان يحبها وأكل اوراق الشجر وقد ظل هدارة نبتيا يرفض اكل لحوم الحيوانات، كان الأجانب يأتون لرؤية الرجل الذي عاش مع النعام الا انه كان يختبئ منهم وافراد قبيلته كانوا يكذبون على الاجانب بانه لا يوجد هكذا رجل بينهم، مرت السنوات واشتُهر هدارة بأنه رجل حكيم ورجل دين يأتيه لناس لسماع نصائحه، إلا أنه بعد فترة أصابه مرض الموت فجمع عائلته وأخبرهم أن يدفنوه في نفس مكانه هذا بعد موته لأنه لن يكون وحيدا وبالفعلتم دفنه في نفس المكان بعد موته، تنقلت قبيلته بحثا عن الماء وكانوا في كل مرة يأتون لزيارة قبر والدهم يجدون آثار أقدام النعام حوله.