يرى العلماء والفقهاء الأجلاء أن من أسماء صفات الذات عند اللّه عز وجل، مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق . فيعلم عند ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة . وأن اللّه عز وجل يقول في محكم آياته: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (الملك: 14) . . . إلا بما شاء يقول تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء بمعنى أنهم لا يعلمون شيئاً من علمه إلاّ بما شاء أن يعلمهم إياه، ويقول عز وجل في سورة (هود: 13 و14): قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين . نزل قوله عز وجل: لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً (النساء: 166) . كذلك يقول سبحانه: إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه (فصلت: 47) . اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر يسميه بعينه الذي يريد خيراً لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري، وذكر الإمام مسلم تفسير ابن عباس لقول الله عز وجل في سورة (البقرة: 255): وسع كرسيه السموات والأرض، يقول تعالى: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ومعناه حتى نعلم عندكم المجاهدين والصابرين . وقال اللّه عز وجل لعيسى عليه السلام: أأنت قلت للناس (المائدة: 116)، وقد قال الشافعي في قوله تعالى: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتبع الرسول (البقرة: 143) إلا لنعلم أن قد علمتم من يتبع الرسول . أما ابن عباس رضي الله عنهما فيقول في قوله (4): وفوق كل ذي علم عليم (يوسف: 76)، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن اللّه عز وجل قال: يا عيسى ابن مريم إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون،