الكتابات في الصحة النفسية غربياً وعربياً كثيرة. وأكثر منها استخدام كأحد المصطلح ذاته منذ أن أطلقته منظمة الصحة العالمية غداة الحرب العالمية الثانية، حيث تأسست محاور نشاطها الأساسي. عرف هذا المصطلح ازدهاراً وانتشاراً كبيرين، الأقل يدرس في العديد من الجامعات العربية أقسام خاصة للصحة النفسية. أو على كما أن العديد ممن يشتغلون في الميدان کخبراء، أو أساتذة في الصحة النفسية . فلا دراسة في تحديده. فهو يكاد يكون كل شيء، ولا شيء محدداً في الآن هذا الاختصاص محددة المعالم، أو العقليين، والاختصاصيين النفسيين العياديين، على خلاف بقية اختصاصات علم النفس التي تشکل مجالات دراسة وممارسة محددین بوضوح كبير . كما أن التسمية في الاستعمال المهني قد تعني أشياء متنوعة. فمنهم من يطلقها ومنهم من يقصد بها ممارسة برامج رعاية ووقاية نفسية فردية أو جماعية أو مجتمعية. واضطرابات السلوك، فإن تطورات كثيرة برزت مع تقدم الرعاية الصحية الجسمية والنفسية وبرامجها، ومع تزايد الاهتمام بتعزيز القدرات التكيفية للأصحاء ومساعدتهم على الاستغلال الأفضل لإمكاناتهم وفرصهم . ويميل الاتجاه حالياً لتغليب استخدام هذا المصطلح بالمعنى الوقائي النمائي الذي يهتم ويمكن تلخيص هذا الاتجاه في كونه يهتم أساساً بالاضطرابات النفسية والتكيفية للأسوياء. وذلك على عكس الطب العقلي الذي يهتم بحالات الذهان والعصاب، العيادي الذي يتخصص أساساً في دراسة الاضطرابات النفسية تشخيصاً وعلاجا. وتعقيد الحياة المدينية بشكل غير مسبوق، وتصاعد المتطلبات والضغوطات التي تفرضها على الناس، إلى جعل مسألة التكيف والقدرة على إدارة دفة الحياة، والنجاح فيهما سواء في العمل أو الزواج أو العلاقات العاطفية أو الانغراس والتفاعل الاجتماعي، تتطلب توظيفاً للقدرات والفرص غير مسبوقين. على تحمل الضغوطات والتحولات والتغيرات المتسارعة في أنماط الحياة على مختلف الصعد . سواء والمدرسية، والمهنية وسواها . .(. وتوسع نطاق الاهتمام كي يشمل ومنها نشأ اختصاص الصحة النفسية العامة، والصحة النفسية للبيئة المحلية، ليس فقط من حيث علاج الاضطرابات النفسية والتكيفية، بل كذلك من حيث إعداد برامج الوقاية. الاهتمام بالبرامج النمائية للطفل والأسرة والمدرسة والبيئة المحلية بمعنى تعزيز إمكانات العافية والمناعة النفسية والسلوكية والقيمية، وتوفير مقومات إطلاق الطاقات وتوظيفها، وهكذا تتسع مروحة الاهتمام الذي يغطيه هذا الاختصاص الذي لا زال يتصف بمرونة الحدود وقلة مستوى التحديد ؛