تكتسب المسؤولية الاجتماعية في العمل التطوعي أهميتها في عالم اليوم من الحاجة المتزايدة للعمل التطوعي ودوره التنموي نتيجة لتعدد شواغل التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتفاعل من المتطوعين مع ما تنتج من قضايا محلية وعالمية كتعبير صادق لنزوع النفس البشرية لفعل الخير، والسعي لتحسين حياة الناس أو حل مشاكلهم، والحواجز الثقافية، والاعتبارات الإثنية والمذهبية والدينية والسياسية - مما يعزز المسؤولية الاجتماعية في ممارسة العمل التطوعي ومجالاته ووسائله ، والذي نَمَتْ منظماته واتسعت في حجمها وعددها، لاسيما وأن العمل التطوعي أصبح يشكل تيارا عالميا رائداً في الفعل التنموي والخدمي الفاعل، ويلبي حاجات مجتمعية عريضة النطاق وماسة، ويسهم بدرجات متفاوتة في تخفيف الأعباء عن الدولة بل يكمل دورها التنموي ولا يتعارض معه. لذلك يقع على عاتق القائمين على العمل التطوعي أو أي كيان تطوعي، العمل لمصلحة المجتمع ككل، ولا يتأتى ذلك إلا بالتقيد بقواعد ومعايير السلوك وأفضل الممارسات في المسؤولية الاجتماعية، للحفاظ على التوازن ما بين الأحكام والنزعات الشخصية، وبين قواعد المسؤولية الاجتماعية، وهو أمر لا يختص فقط بمنظمات الأعمال بل هو شأن كل فرد تؤثر أفعاله على اخيه الانسان أو على مجتمعه أو على بيئته الطبيعية التي أمرنا ديننا بالمحافظة عليها حتى في زمن الحرب فمنع قطع الشجر وتلويث مصادر المياه ، ولنتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) ،